أحمد بن سليمان بن داود بن المطهر بن زياد بن ربيعة بن الحارث بن ربيعة بن أيوب ابن أسحم بن أرقم بن النعمان بن عدي بن عبد غطفان بن عمرو بن بريح بن جذيمة بن تيم الله بن أسد بن وبرة بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة.
أنشدنا القاضي أبو القاسم على بن المحسن قال أنشدنا أبو العلاء المعرى لنفسه يرثي بعض أقاربه:
غير مجد في ملتي واعتقادي * نوح باك ولا ترنم شاد وشبيه صوت النعي إذا قيس * بصوت البشير في كل ناد أبكت تلكم الحمامة أم غنت * على فرع غصنها المياد صاح هذى قبورنا تملأ الأرض * فأين القبور من عهد عاد خفف الوطء ما أظن أديم الأرض * إلا من هذه الأجساد وقبيح بنا وإن قدم العهد * هوان الآباء والأجداد سر إن اسطعت في الهواء رويدا * لا اختيالا على رفات العباد رب لحد قد صار لحدا مرارا * ضاحك من تزاحم الأضداد ودفين على بقايا دفين * في طويل الأزمان والآباد فاسأل الفرقدين عمن أحسا * من قبيل وآنسا من بلاد كم أقاما على زوال نهار * وأنار لمدلج في سواد تعب كلها الحياة فما أعجب * إلا من راغب في ازدياد إن حزنا في ساعة الموت أضعاف * السرور في ساعة الميلاد خلق الناس للبقاء فضلت * أمة يحسبونهم للنفاد إنما ينقلون من دار أعمال * إلى دار شقوة أو رشاد والقصيدة طويلة.
حدثني أبو الخطاب العلاء بن حزم الأندلسي قال ذكر لي أبو العلاء المعرى: أنه ولد في يوم الجمعة لثلاث بقين من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
وكان أبو العلاء ضريرا عمى في صباه، وعاد من بغداد إلى بلده معرة النعمان أقام بها إلى حين وفاته، وكان يتزهد ولا يأكل اللحم، ويلبس خشن الثياب، وصنف كتبا في اللغة، وعارض سورا من القرآن، وحكى عنه حكايات مختلفة في اعتقاده، حتى رماه بعض الناس بالإحاد.