الحميدي كان قاضيا لأهل مصر، وأحمد بن صالح أبو جعفر طبري الأصل، وتوفى يوم الاثنين لليلتين بقيتا من ذي القعدة سنة ثمان وأربعين ومائتين، كان من حفاظ الحديث، واعيا رأسا في علم الحديث وعلله، وكان يصلى بالشافعي، ولم يكن في أصحاب ابن وهب أحد أعلم منه بالآثار.
وأخبرنا أبو على المعبر حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن العزال حدثنا عبد العزيز بن أحمد بن شا كر الشافعي الغافقي حدثنا على بن عبد الرحمن بن المغيرة علان المصري، قال سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين يقول: ما قدم علينا أحد أعلم بحديث أهل الحجاز من هذا الفتى - يعنى أحمد بن صالح.
وقال على بن الجنيد: سمعت محمد بن عبد الله بن نمير يقول: حدثنا أحمد صالح - وإذا جاوزت الفرات فليس أحد مثله.
قال أبو عبد الله الغزال: حدث بمصر وبدمشق، وبأنطاكية. وبلغني أن أحمد بن حنبل سمع منه حديث وداعة الحميدي فقال له: يا أبا جعفر حديث آخر مثل هذا.
أخبرنا علي بن أبي على قال قرأنا على الحسين بن هارون عن ابن سعيد قال حدثني عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة قال سمعت ابن نمير - وذكر أحمد بن صالح - فقال: هو واحد الناس في علم الحجاز، والمعرب فيهم، وجعل يعظمه.
وحدثنا عنه بغير شئ. أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب [أخبرنا] الحسين بن أحمد القروي حدثنا أبو الفضل يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه قال سمعت أحمد بن سلمة النيسابوري يحكى عن محمد بن مسلم بن وارة. قال: أحمد ابن صالح بمصر، وأحمد بن حنبل ببغداد، وابن نمير بالكوفة، والنفيلي بحران، هؤلاء أركان الدين.
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزار بهمذان - حدثنا صالح ابن أحمد بن محمد الحافظ قال سمعت أبا عبد الرحمن عبد الله بن إسحاق النهاوندي يقول سمعت يعقوب بن سفيان يقول: كتبت عن ألف شيخ، حجتي فيما بيني وبين الله رجلان. قلت له: يا أبا يوسف من حجتك؟ وقد كتبت عن الأنصاري، وحبان بن هلال. والأجلة؟ قال: حجتي أحمد بن حنبل، وأحمد بن صالح المصري.