وأصناف فوائده لمن سمع منه، كيحيى بن صاعد لأصحابه، إذ كل واحد من الرجلين كان واحد وقته في كثرة الحديث.
أخبرنا على بن أحمد بن عمر المقرئ قال سمعت أبا على بن الصواف يقول: كان أبو بكر بن النجاد يجئ معنا إلى المحدثين - إلى بشر بن موسى وغيره - ونعله في يده، فقيل له لم لا تلبس نعلك؟ قال: أحب أن أمشى في طلب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حاف.
قلت: لعل أبا بكر النجاد تأول بفعل ذلك حديثا.
أخبرناه محمد بن علي المقرئ أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ حدثنا أبو على محمد بن علي بن عمر المذكر حدثنا سهل بن عمران العتكي حدثنا سليمان بن عيسى حدثنا سفيان بن سعيد عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا أنبئكم بأخف الناس - يعني حسابا، يوم القيامة بين يدي الملك الجبار - المسارع إلى الخيرات ماشيا على قدميه حافيا ". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أخبرني جبريل أن الله ناظر إلى عبد يمشى حافيا في طلب الخير ".
حدثني الحسين بن علي بن محمد الفقيه الحنفي قال سمعت أبا إسحاق الطبري يقول: كان أحمد بن سلمان النجاد يصوم الدهر، ويفطر كل ليلة على رغيف، ويترك منه لقمة، فإذا كان ليلة الجمعة تصدق بذلك الرغيف وأكل تلك اللقم التي استفضلها.
أخبرنا القاضي أبو عبد الله الصيمري حدثنا الرئيس أبو الحسن على بن عبد العزيز في مجلسه في دار الخلافة. قال حضرت مجلس أبي بكر أحمد بن سلمان النجاد وهو يملى، فغلط في شئ من العربية، فرد عليه بعض الحاضرين، فاشتد عليه، فلما فرغ من المجلس. قال: خذوا، ثم قال: أنشدنا هلال بن العلاء الرقي:
سبيلي لسان كان يعرب لفظه * فيا ليته في موقف العرض يسلم وما ينفع الإعراب إن لم يكن تقى * وما ضر ذا تقوى لسان معجم حدثني على بن محمد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف يقول سأل أبو سعد الإسماعيلي أبا الحسن الدارقطني عن أحمد بن سلمان النجاد فقال: قد حدث أحمد بن سلمان من كتاب غيره بما لم يكن في أصوله.