جملا لأبي جهل. فقال لي: حدثناه بحضرة ابن صاعد وابن مطاهر فاختلفا فيه، فقال:
أما ابن مطاهر قال هو صحيح، وابن صاعد فإنه - قال البرقاني، ذهب على كيف؟
قال الإسماعيلي - وقال الآخر ليس بصحيح، فاخرج الصوفي أصله العتيق فكان كما قال.
قال البرقاني وحدثناه عن الصوفي أيضا أبو أحمد الغطريفي كذلك، وذكر القصة فيه نحو هذا.
قال البرقاني هذا الحديث خطأ دخل حديث في حديث، قرأت في سماع محمد ابن أبي الفوارس من أبى عبد الله محمد بن العباس العصمي عن أحمد بن محمد بن ياسين قال سمعت عبيد بن محمد الحافظ - سألته عن حديث سويد عن مالك عن الزهري عن أنس عن أبي بكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أهدى جملا لأبي جهل - فقال:
كذب، من حدث به؟ قلت: شيخ غريب من الحربية يقال له أحمد بن الحسن الصوفي.
قال العصمي: إنما دخل ابن ياسين بغداد بعد سنة اثنتين وثمانين ومائتين، ولم يكن الصوفي في ذلك الوقت مشهورا، فلهذا دل عليه فقال شيخ في الحربية.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال سئل أبو الحسن الدارقطني عن حديث أنس بن مالك عن أبي بكر أن النبي صلى الله عليه وسلم نحر جملا لأبي جهل. فقال: رواه أبو عبد الله الصوفي عن سويد بن سعيد عن مالك عن الزهري عن أنس، ووهم الصوفي فيه وهما قبيحا.
قلت: ليس الوهم من الصوفي لأنه قد توبع عليه، وإنما الوهم من سويد.
وقد أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح قال قال لنا أبو الحسن الدارقطني - وذكر هذا الحديث - هكذا حدث به الصوفي عن سويد، وكذا وقع في كتابه، وهو الموطأ عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر [مرسلا]: أن النبي صلى الله عليه وسلم أهدى جملا لأبي جهل.
وقد حدث به غير الصوفي أيضا عن سويد عن مالك عن الزهري. فوافق الصوفي.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم الضبي حدثنا أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه - بالطابران ثنا يعقوب بن يوسف الأخرم - بنيسابور - حدثنا سويد بن سعيد عن مالك عن الزهري عن أنس عن أبي بكر: أن النبي صلى الله عليه وسلم أهدى جملا لأبي جهل.