بالبصرة لم يفتني حسين الجعفي، وأبو أسامة وشبابة، ولما دخلت البصرة استقبلتني جنازة يحيى بن سعيد القطان على باب البصرة.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن نعيم قال: سمعت أبا علي محمد بن أحمد بن زيد المعدل يقول: سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد بن يحيى يقول: دخلت على أبى في الصيف الصائف وقت القائلة، وهو في بيت كتبه وبين يديه السراج، وهو يصنف. فقلت: يا أبة، هذا وقت الصلاة، ودخان هذا السراج بالنهار، فلو نفست عن نفسك؟ فقال لي: يا بني تقول هذا وأنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، والتابعين؟.
وقال ابن نعيم: أخبرني أبو محمد بن زياد المعدل حدثنا أبو العباس الأزهري قال:
سمعت خادمة محمد بن يحيى - وهو يغسل على السرير - تقول: خدمت أبا عبد الله ثلاثين سنة، وكنت أضع له الماء، فما رأيت ساقه قط، وأنا ملك له.
حدثنا هبة الله بن الحسن الطبري، حدثنا عبد الله بن محمد بن علي بن زياد النيسابوري، حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الشرقي الحافظ قال:
سمعت أبا عمرو الخفاف - غير مرة - يقول: رأيت محمد بن يحيى الذهلي في النوم فقلت: يا أبا عبد الله، ما فعل بك ربك؟ قال: غفر لي. قلت: فما فعل علمك؟
قال: كتب بماء الذهب، ورفع في عليين.
أنبأنا السمسار حدثنا الصفار حدثنا ابن قانع: أن محمد بن يحيى النيسابوري مات في سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
قال ابن قانع: وقيل سنة ست وخمسين.
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال: سمعت عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري يقول: مات محمد بن يحيى النيسابوري سنة سبع وخمسين ومائتين.