الحافظ يقول: قصدت عبدان الأهوازي فقصدت، مسجده فرأيت شيخا وحده قاعدا في المسجد ربعا حسن الشيبة عليه كساء بر كان حسن، فذاكرني بأكثر من مائتي حديث في الأبواب، وكنت قد سلبت في الطريق فأعطاني الذي كان عليه، فلما دخل عبدان المسجد ورآه اعتنقه وبش به، فقلت لهم: من هذا الشيخ؟ قالوا: هذا أبو علي الروذباري، ثم كان له معاودة في الحديث، فرأيت من حفظه للحديث ما تعجبت.
وقال لي محمد بن أبي الحسن: بلغني عن أبي علي الروذباري أنه قال: أستاذي في الصوفية الجنيد، وأستاذي في الحديث والفقه إبراهيم الحربي، وأستاذي في النحو أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب.
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح الحربي قال أنبأنا محمد بن الحسين النيسابوري قال سمعت أبا عثمان المغربي يقول: كان ابن الكاتب إذا ذكر الروذباري. يقول:
سيدنا أبو علي. فقيل له في ذلك فقال: لأنه ذهب من علم الشريعة إلى علم الحقيقة، ونحن رجعنا من [علم] الحقيقة إلى علم الشريعة.
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن الحسين الواعظ قال سمعت أبا عبد الله أحمد بن عطاء الروذباري بصور الساحل قال: كان خالي أبو علي قد خرج من القرافة يريد الجامع. فإذا بأصحاب الحديث قد خرجوا من عند رجل قد كتبوا عنه. فقال لهم: يا أصحاب الحديث جعلكم الحديث حديثا.
أخبرنا إسماعيل الحيري قال أنبأنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين قال سمعت سعيد بن سلام المغربي يقول سمعت أبا علي الكاتب يقول: ما رأيت أحدا أجمع لعلم الشريعة والحقيقة من أبي علي الروذباري.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا محمد بن الحسين السلمي قال نا أبو الفضل نصر بن محمد بن يعقوب قال نا قسيم بن أحمد غلام الزقاق قال نا أبو علي الروذباري الصوفي قال نا أبو عبد الله بن بحر قال نا الحسين بن نصر قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن بن عباس. في قوله تعالى: (يخافون ربهم من فوقهم). قال: مخافة الإجلال.
أخبرني أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن فضالة النيسابوري