لسبع بقين من شهر رمضان سنة سبع وثلاثين ومائتين. وصرف أبو الوليد يوم الأربعاء لعشر بقين من صفر، وحبس يوم السبت لثلاث خلون من شهر ربيع الآخر في ديوان الخراج. وحبس إخوته عبد الله بن السري صاحب الشرطة، فلما كان يوم الاثنين من هذا الشهر حمل أبو الوليد مائة ألف دينار وعشرين ألف دينار وجوهرا قيمته عشرون ألف دينار، ثم صولح بعد ذلك على ستة عشر ألف ألف درهم وأشهد عليهم جميعا ببيع كل ضيعة لهم. وكان أحمد بن أبي دؤاد قد فلج، فلما كان يوم الأربعاء لسبع خلون من شهر رمضان أمر المتوكل بولد أحمد بن أبي دؤاد جميعا فحدروا إلى بغداد.
أخبرني الصيمري قال: نا المرزباني قال: وجدت بخط أحمد بن إسماعيل نطاحة قال بعضهم في ابن أبي دؤاد:
إلى كم تجعل الاعراب طرا " * ذوي الأرحام منك بكل وادي تضم على لصوصهم جناحا * لتثبت دعوة لك في إياد فأقسم أن رحمك في إياد * كرحم بني أمية من زياد وأخبرني الصيمري قال: نبأنا المرزباني قال أخبرني محمد بن يحيى قال حدثني حريز بن أحمد بن أبي دؤاد. قال: كان عمك إبراهيم بن العباس من أصدق الناس لأبي فعتب على ابنه أبي الوليد في شيء فقال فيه أحسن قول: ذمه ومدح أباه:
عفت مساو تبدت منك واضحة " * على محاسن بقاها أبوك لكا لئن تقدمت أبناء الكرام به * لقد تقدم آباء اللئام بكا قال الشيخ أبو بكر: كان أحمد بن أبي دؤاد ممن اشتهر بالجود والسخاء، وابنه أبو الوليد كان بخيلا وله في البخل [أخبار ظريفة] حفظت عنه.
أخبرني الصيمري [أبا زكريا] قال: نبأنا المرزباني قال حدثني محمد بن أحمد الكاتب قال: نبأنا أبو العيناء قال: كان أولاد ابن أبي دؤاد في أخلاقهم مختلفين، وكان أبو الوليد منهم بخيلا ولهم أخبار كثيرة، فأما أبو الوليد فإنه شكا إلى خبازه فساد الخبز فقال له: إنما أخبز كل يوم أرغفة لتملأ التنور. فقال له. اقطع التنور