أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن جعفر الخالع - فيما أذن أن نرويه عنه - قال أنبأنا علي بن محمد بن السري الهمداني قال أنبأنا القاضي أبو بكر محمد بن خلف قال أنبئت: أن يعقوب بن المهدي سأل الفضل بن الربيع عن أرحاء البطريق فقال أخبرني إسحاق بن محمد بن إسحاق قال له: من هذا البطريق الذي نسبت إليه هذه الأرحاء؟ فقال الفضل: إن أباك رضي الله تعالى عنه لما أفضت إليه الخلافة قدم عليه وافد من الروم يهنيه فاستدناه ثم كلمه بترجمان يعبر عنه. فقال الرومي: إني لم أقدم على أمير المؤمنين لمال ولا غرض، وإنما قدمت شوقا " إليه والى النظر إلى وجهه لأنا نجد في كتبنا أن الثالث من أهل البيت نبي هذه الأمة يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ". فقال المهدي: قد سرني ما قلت، ولك عندنا كل ما تحب، ثم أمر الربيع بإنزاله وإكرامه فأقام مدة، ثم خرج يتنزه فمر بموضع الأرحاء فنظر إليه. فقال للربيع:
اقرضني خمسمائة ألف درهم ابني بها مستغلا يؤدي في السنة خمسمائة ألف درهم.
فقال: أفعل، ثم أخبر المهدي بما ذكر فقال: أعطه خمسمائة ألف درهم وخمسمائة ألف درهم، وما أغلت فادفعه إليه، فإذا خرج إلى بلاده فأبعث به إليه في كل سنة. قال:
ففعل: فبني الأرخاء ثم خرج إلى بلاده فكانوا يبعثون بغلتها إليه حتى مات الرومي، فأمر المهدي أن يضم إلى مستغله. قال: واسم البطريق طارات بن الليث بن العيزار بن طريف، وكان أبوه ملكا " من ملوك الروم في أيام معاوية بن أبي سفيان.
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال أنبأنا أحمد بن إبراهيم قال نبأنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: وأما قطيعة خزيمة فهو خزيمة بن خازم أحد قواد الرشيد، وعاش إلى أيام الأمين وعمي في آخر عمره. وأما شاطئ دجلة فمن قصر عيسى إلى الدار التي ينزلها في هذا اليوم على قرن الصراة إبراهيم بن أحمد فإنما كان أقطاعا " لعيسى بن علي - يعني ابن عبد الله بن عباس - وإليه ينسب نهر عيسى وقصر عيسى، وعيسى بن جعفر وجعفر بن أبي جعفر وإليه ينسب فرضة جعفر وقطيعة جعفر، وأما قصر حميد فأحدث بعد. وأما شاطئ دجلة من قرن الصراة إلى الجسر ومن حد الدار التي كانت لنجاح بن سلمة ثم صارت لأحمد بن إسرائيل ثم هي اليوم بيد خاقان المفلجي إلى باب خراسان فذلك الخلد. ثم ما بعده إلى الجسر، فهو القرار نزله المنصور في آخر أيامه ثم أوطنه الأمين.