توهم التشيع هو ما رأوه في وسيطه في الفقه الشافعي من استشمام رائحة الطعن على عمر.
وذكر في مسألة العول أيضا عن ابن عباس بأنه قال: من نازع في العول فأباهله، فقيل له: لم لم تقل في زمان خلافة عمر؟ فقال: رجل غيور خفته.
وقد نقل عن محمد بن أبي القاسم الذي هو من تلامذة الغزالي في الرسالة الموسومة بالمحاكمات أنه وصل إلى خدمة الشريف المرتضى في طريق الحج، وأظهر الغزالي بعض الاشكالات في المذهب، فشرع السيد الشريف في اثبات عقائد الإمامية بالدليل القاطعة والبراهين الساطعة واتمامها، فعاد إلى الصواب واستبصر.
ولما رجع الغزالي من مكة المعظمة لاقاه أحمد المتصوف، فقال له: سمعت أنك باحثت مع الشريف المرتضى وجرت إلى مذهب الشيعة الاثنا عشرية واخترته، وهذا منك غريب وعجيب في الغاية، فأجابه بأن التعجب في اختياري المذهب الآخر في هذه المدة، ثم أنشد هذا الشعر:
دوست أبا ما عرض ايمان كرد ورفت * پير كبرى را مسلمان كرد ورفت فامتد المباحثة والمناظرة بينهما إلى يومين، ففاجأ أخاه الموت في اليوم الثالث انتهى.
قال الشهيد: ان هذه الحكاية كذب، فان السيد المرتضى علم الهدى على ما في كتب التواريخ لم يلاق الغزالي أصلا، فان وفاة السيد في سنة الثلاثين بعد الأربعمائة، وتولد الغزالي في سنة خمسين بعدها.
وأنا أقول: إن تلميذه لم يصرح بالسيد المذكور علم الهدى، بل الرأي كما ذكره المقدس الأردبيلي في حديقة الشيعة المنسوبة إليه أن السيد المرتضى الذي جرت له المباحثة مع الغزالي الناصبي في طريق مكة المعظمة زادها الله شرفا هو أبو تراب مرتضى بن داعي الحسيني الرازي، فإنه كان من أكابر الشيعة وسادات الشريعة رضوان الله عليهم مصنف كتاب تبصرة العوام بالفارسي، وكتاب الفصول التامة في هداية العامة، وقد أشرنا إليه في الطبقات الرجالية مع أخيه المجتبى بن الداعي