في المحاصرة المحمودية (1) قدس الله نفسه ونور رمسه.
وكان رحمه الله مع كمال الفضل مقدسا منزها زاهدا ورعا.
سمعت ثقة يحكي عنه بحضرة جمع منه أنه لما اشتد الجوع والقحط في تلك المحاصرة كان رحمه الله مع جملة من رفقائه حصلوا رطلا أو مدا أو مدين من لحم الحمار بمبالغ كثيرة فطبخوه وهن كان حاضرا عليه فوازن تصيب كل من الرفقاء بنصيب الاخر بحيث لا يزيد ولا ينقص وكدا كال المرق بالملاعق كذلك فأطعم كلا نصيبه منها وجعل نصيب نفسه (منها) (2) مؤخرا عن تلك النصائب وأنقص منها ايثارا لهم على نفسه.
ومات قريبا من تلك الواقعة. جزاه خير الجزاء وجعله في سلك الأنبياء والصلحاء والشهداء.
ورأيت من مصنفاته " شرحه على خطبة الهمام " المروية (4) عن أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة والكافي في صفات المؤمن (5) وأجاد فيه كمال الإجادة.