[82] عبد الله ذو البجادين (1): من مزينة، مات في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله). قال ابن كعب القرظي: إن عبد الله ذا البجادين كان امرأ من مزينة، فوقع في قلبه حب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحب الإيمان، فتوجه نحو النبي (صلى الله عليه وآله) وذهبت أمها إلى قومه فقالت: إن عبد الله قد توجه نحو محمد فأتبعوه فردوه، فقالت أمه: خذوا ثيابه فإنه أشد الناس حياء وأنكم إن أخذتم ثيابه لم يبرح، فأخذوا ثيابه وجردوه، فقعد في البيت فأبى أن يأكل ويشرب حتى يلحق بمحمد، فلما رأت أمه أنه لا يأكل ولا يشرب أتت قومها فأخبرتهم أنه قد حلف لا يأكل ولا يشرب حتى يلحق بمحمد، فأعطوه ثيابه فإني أخاف أن يموت، فأبوا فأخذت بجادها وقطعته قطعتين، ثم زرت إحداهما فأتزرها ووضع الأخرى على رأسه، قالت: اذهب، فذهب ترفعه أرض وتخفضه أخرى حتى قدم المدينة (2).
[83] عبد الرحمن بن عوف (3): ابن عبد عوف بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي، يلتقي مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في كلاب بن مرة بن كعب. قال أهل التاريخ: شهد بدرا. وروي أن عبد الرحمن بن عوف قال: كان اسمي في الجاهلية عبد عمرو، فتسميت حين أسلمت عبد الرحمن.
وقال ابن سيرين: كان اسم عبد الرحمن بن عوف في الجاهلية عبد الكعبة، فسماه رسول الله (صلى الله عليه وآله) عبد الرحمن (4). قال أهل التاريخ: كنيته أبو محمد، قيل: كان ممن هاجر قبل جعفر وأصحابه عبد الرحمن بن عوف، ثم رجع حين بلغه إسلام أهل مكة، روي عن عبد الرحمن بن عوف رواية العشرة.
قال أهل التاريخ: مات عبد الرحمن بن عوف سنة اثنتين وثلاثين وهو ابن خمس وسبعين سنة وصلى عليه عثمان بن عفان.
[84] عبد الرحمن بن صخر: أبو هريرة الدوسي، روي عن ابن إسحاق قال: حدثني بعض أصحابي عن أبي هريرة قال: كان اسمي في الجاهلية عبد شمس بن صخر، فتسميت في الإسلام عبد الرحمن، وإنما كنوني بأبي هريرة لأني كنت أرعى غنما لأهلي، فوجدت أولاد هر وحشية، فجعلتها في كمي، فلما رجعت سمعوا أصوات الهر من حجري، فقالوا: ما هذا يا عبد شمس؟ فقلت: أولاد هر وجدتها، قالوا: فأنت أبو هريرة فلزمتني بعد. وفيه رواية عنه كان رسول الله يدعوني أبا هر، ويدعوني الناس أبا هريرة. قال ابن إسحاق: وكان أبو هريرة وسيطا في دوس (5). قال أهل التاريخ: مات أبو هريرة في