[78] عبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري: قال الشعبي: كان القضاة أربعة وعد منهم أبو موسى (1).
قال أهل التاريخ: هاجر أبو موسى هجرتين: هجرة الحبشة وهجرة المدينة، بقي بالحبشة مع جعفر حتى قدم معه عام خيبر. توفي سنة اثنتين وخمسين وقيل: سنة اثنتين وأربعين، توفي بمكة ودفن بها، وقيل:
توفي بالكوفة ودفن بالثوية على ميلين منها.
[79] عبد الله بن سلام: روي عن مجاهد: (وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله) (2) قال: هو عبد الله بن سلام. وعن عبد الله بن حنظلة قال: مر بنا عبد الله بن سلام إلى السوق وعلى رأسه حزمة من حطب، فقلنا: أليس قد أغناك الله عن هذا؟ قال: بلى ولكني أدمغ به الكبر، إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر لم يرح رائحة الجنة (3). قال أهل التاريخ: عبد الله بن سلام من بني إسرائيل حليف لبني عوف بن الخزرج، توفي بالمدينة سنة ثلاث وأربعين.
[80] عبد الله بن أنيس: قال أهل التاريخ: عبد الله بن أنيس جهني، حليف بني سلمة. وقال ابن إسحاق في ذكر السبعين الذين بايعوا بالعقبة عبد الله بن أنيس بن أسعد بن حرام. روي عن محمد بن كعب القرظي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال يوما: " من لي من خالد بن نبيح (4)؟ " وخالد بن نبيح رجل من هذيل وهو يومئذ بعرنة من قبل عرفة، فقال عبد الله بن أنيس: أنا يا رسول الله أنعته لي، قال رسول الله: " إذا رأيته هبته "، قال: يا رسول الله والذي أكرمك ما هبت شيئا قط، فخرج عبد الله بن أنيس حتى أتى جبال عرنة، فلقيه قبل أن يغيب الشمس قال: فلقيت رجلا رعبت منه، فعرفت أنه الذي قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: من الرجل؟ قلت: باغي حاجة فهل من مبيت؟ قال: نعم فالحق، فخرجت في أثره وصليت العصر ركعتين خفيفتين وأشفقت أن يراني، ثم لحقته فضربته بالسيف، ثم خرجت حتى غشيت الجبل (5) فكمنت فيه أو قال: فكنت فيه حتى إذا ذهب الناس عني خرجت حتى قدمت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأخبرته الخبر، فأعطاني مخصرة (6) فقال: تخصر هذه حتى تلقاني بها يوم القيامة وأقل الناس المتخصرون يوم القيامة.
فلما توفي عبد الله بن أنيس أمر بها، فوضعت على بطنه فكفن عليها ثم دفن ودفنت معه (7).
أقول: قد ذكرنا الحديث بطوله لما فيه من استحباب الجريدة للميت.
[81] عبد الله بن سرجس: بفتح السين، يعد في أهل البصرة.