تحمل ذلك وقال بحبهم وموالاتهم (عليهم السلام) وحفظوا أحاديثهم ونشروها لا يكون إلا من نهاية تدينهم، فكيف يكذبون على أئمتهم.
وهذا وجه في الجملة، إلا أن حالهم لم يكن على ذلك في جميع الأزمنة، بل كان أئمتنا (عليهم السلام) أيضا لجلالتهم وعلمهم وشرف نسبهم عندهم معظمون مكرمون، وكان أصحابهم رؤساء مشهورين يحمل إليهم الأموال الجليلة وكانوا يبذلون على أصحابهم وشيعتهم، وكانوا في سعة العيش بذلك، والمال والرياسة مفسدة للمرء أي مفسدة.
وقد وضع الصدوق بابا في العيون وبين فيه سبب قولهم بالوقف (1)، وقال يونس بن عبد الرحمن: مات أبو الحسن (عليه السلام) وليس في قوامه أحد إلا وعنده المال الكثير وكان ذلك سبب وقفهم وجحودهم لموته (2)، وروى أن جعفر بن عيسى قال لأبي الحسن الثاني (عليه السلام): أشكو إلى الله وإليك مما نحن فيه من أصحابنا، فقال: وما أنتم فيه منهم؟ فقال جعفر: والله يا سيدي يزندقونا ويكفرونا ويتبرؤون منا، فقال: هكذا كان أصحاب علي بن الحسين ومحمد بن علي وأصحاب جعفر وموسى صلوات الله عليهم، ولقد كان أصحاب زرارة يكفرون غيرهم، وكذلك غيرهم كانوا يكفرونهم (3).
وفي حديث أبي عبد الله: يا فيض إن الناس أولعوا بالكذب علينا، إن الله افترض عليهم لا يريد منهم غيرهم، وإني أحدث أحدهم بالحديث، فلا يخرج من عندي حتى يتأوله على غير تأويله، وذلك أنهم يطلبون به الدنيا (4) وكل يحب أن يدعى رأسا... (5).
ويصدق ذلك ما في ترجمة مفضل بن عمر قال أبو عمرو الكشي: قال يحيى بن عبد الحميد... (6)، وروى عنهم (عليهم السلام) أنهم قالوا: خدامنا وقوامنا شرار خلق الله (7)، وأمثال ذلك من الأخبار كثيرة جدا، ومع ذلك كله كيف يجوز الاتكال عليهم بحسن الحال؟ والمقام يقتضي تطويلا ليس هنا موضع ذكره " جع ".
قوله: (وهو رجل ضعيف).
يمكن أن يكون هذا التضعيف من ابن عقدة " م د ح ".