[86] أحمد بن الحسين بن سعيد قوله: (وحديثه يعرف وينكر).
اعلم: أن روايات أصحابنا إن كانت موافقة لعقائدهم خالية عما يوجب الغمز بزعمهم، يوصفون بأنه صحيح الرواية كما في أحمد بن إدريس، وصحيح الحديث سليم ونحوه كما في أحمد بن الحسين بن إسماعيل، وإن كان في رواياته ما يوجب غمزا على زعم الباحث، كأحاديث باب في شأن (إنا أنزلناه في ليلة القدر) وتفسيرها من الكافي، فيقولون ما قالوا في الحسن بن عباس الحريش، وكأحاديث باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية من الكافي، يقولون ما قالوا في علي بن حسان، وكأحاديث تدل على المعجزات والكرامات والأعاجيب كجل الأحاديث المذكورة في كتاب الحجة من الكافي، فيقولون ما قالوا فيهم من أنه غال، وأنه مرتفع القول، وأنه منفرد بالغرائب، وأنه يقول بالتفويض، وأكثر أحاديث أصول الكافي من هذا الباب، وتضعيف جعفر بن محمد بن مالك أيضا من هذا الباب.
وكأحاديث سليم بن قيس المنتشرة في الكافي، ولما انفرد برواياته أبان يقولون بوضع الكتاب وأن في أحاديثه علامات الوضع، وهذا كله يوجب الوهن مما ذكروه وعدم الاعتماد بما قالوه " جع ".
[87] ملحق: أحمد بن الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم الغضائري، أبو الحسين مصنف كتاب الرجال المقصور على ذكر الضعفاء، والظاهر أن ابن الغضائري الذي نقل العلامة (قدس سره) عنه في " صه " كثيرا هو هذا، كما صرح باسمه في ذكر إسماعيل بن مهران (1) وأبي شداخ (2)، وسيجئ بعض أحواله عند ذكر أبيه، ولم أجد في كتب الرجال في شأنه شيئا من جرح ولا تعديل.
قاله في نقد الرجال (3).
ومضى عند ذكر إبراهيم بن عمر اليماني ذكر منه، ويأتي فيما يصدر بابن: ابن الغضائري وما كتب " م د " هنا.
اعلم: أن عادة المصنف ذكر من ذكره أصحاب الرجال من غير تغيير على ما هو في كتب الرجال، وأصحاب الرجال يذكرون الرجال على معنى اشتهروا به، ولذلك لم يذكر ابن الغضائري في باب أحمد وذكره في باب من صدر بابن، وأنت ترى أن ابن داود وغيره قد يذكرون العنوان مع تغيير على ما هو في كتب الرجال لقطعهم بالاتحاد، والمصنف - مع قطعه بالاتحاد - يذكر العنوان من غير تغيير كل في موضعه لئلا يذهب عنه شيء مما ذكروه أصحاب الرجال، ولئلا يدخل فيه شيء مما لم يذكره أصحاب الرجال،