الموضوع في هذا المقام (إلى ان قال) ومنها قوله عليه السلام الماء كله طاهر حتى تعلم أنه نجس (انتهى).
(أقول) (أما الرواية الأولى) أعني موثقة عمار فقد رواها في الوسائل في أبواب النجاسات في باب أن كل شيء طاهر حتى يعلم ورود النجاسة عليه (ولفظه) كل شيء نظيف حتى تعلم أنه قذر فإذا علمت فقد قذر وما لم تعلم فليس عليك ولكن المشهور على الألسن هو كل شيء طاهر ولا أصل له.
(وأما روايات الحل) فقد عرفت تفصيلها في البراءة سندا ومتنا فلا نعيد.
(وأما الرواية الأخيرة) فقد رواها في الوسائل في أول باب من أبواب الماء المطلق (ولفظه) الماء كله طاهر حتى يعلم أنه قذر وان كان لفظ الشيخ والمصنف جميعا حتى تعلم أنه نجس ولكن المروي ما نقلناه.
(قوله وتقريب دلالة مثل هذه الأخبار على الاستصحاب أن يقال ان الغاية فيها انما هو لبيان استمرار ما حكم على الموضوع واقعا... إلخ) (ملخص كلام الشيخ) أعلى الله مقامه في تقريب دلالة موثقة عمار كل شيء طاهر حتى تعلم أنه قذر على الاستصحاب أنها مبنية على كونها مسوقة لبيان استمرار طهارة كل شيء إلى ان يعلم حدوث قذارته لا ثبوتها له ظاهرا إلى أن يعلم عدمها (والأصل) في ذلك أن القضية المغياة (قد يقصد المتكلم بها) مجرد ثبوت المحمول للموضوع (وقد يقصد المتكلم بها) مجرد الاستمرار لا أصل الثبوت بحيث يكون أصل الثبوت مفروغا عنه (والمقصود) من الموثقة.
(إما ان يكون المعنى الثاني) وهو القصد إلى بيان الاستمرار بعد الفراغ من ثبوت أصل الطهارة فيكون دليلا على استصحاب الطهارة لكنه خلاف الظاهر.
(وإما ان يكون المعنى الأول) وحينئذ لم يكن فيه دلالة على استصحاب الطهارة وإن شمل مورده الا أن الحكم فيما علم طهارته ولم يعلم طرو القذارة له ليس