أن يتصرف أحد في غير ملكه بلا إذن المالك. وما (1) لا يزال (2) يقولون: إنه لو خلق الألوان (3) والطعوم والأراييح ليستدل بها على حدوث الجسم والتوصل إلى معرفته تعالى لكان خلق الألوان (3) يغني عن ذلك ولا يحوج إلى سواه، باطل، (4) لان الأدلة قد تترادف وتتوالى، و (5) إن أغنى (6) بعضها عن بعض، ولا يكون نصب الدليل (7) الثاني عبثا، لان الأول أغنى عنه.
ومتى قيل: لا يمكن أن يعلم (8) الأراييح والطعوم في الأجسام فيستدل بها على خالقها تعالى إلا بأن يدركها * وينتفع (9) بها، وهذا يرد الامر (10) إلى (11) أنها خلقت للانتفاع.
وذلك أنه غير ممتنع (12) أن يدركها فلا ينتفع بها، إما لخلونا (13) من شهوة (14) لها ونفار عنها (15)، أو لارتفاع الشهوة