تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٦ - الصفحة ٩٧
التكبر وقرئ بفتح العين أي مانعا لتعطفه «ليضل عن سبيل الله» متعلق بيجادل فإن غرضه الاضلال عنه وان لم يعترف بأنه إضلال والمراد به إما الإخراج من الهدى إلى الضلال فالمفعول من يجادله من المؤمنين أو الناس جميعا بتغليب المؤمنين على غيرهم وإما التثبيت على الضلال أو الزيادة عليه مجازا فالمفعول هم الكفرة خاصة وقرئ بفتح الياء وجعل ضلاله غاية لجداله من حيث إن المراد به الضلال المبين الذي لا هداية له بعده مع تمكنه منها قبل ذلك «له في الدنيا خزي» جملة مستأنفة مسوقة لبيان نتيجة ما سلكه من الطريقة أي يثبت له في الدنيا بسبب ما فعله خزى وهو ما أصابه يوم بدر من القتل والصغار «ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق» أي النار المحرقة «ذلك» أي ما ذكر من العذاب الدنيوي والأخروي وما فيه من معنى البعد للايذان بكونه في الغاية القاصية من الهول والفظاعة وهو مبتدأ خبره قوله تعالى «بما قدمت يداك» أي بسبب ما اقترفته من الكفر والمعاصي وإسناده إلى يديه لما أن الاكتساب عادة يكون بالأيدي والالتفات لتأكيد الوعيد وتشديد التهديد ومحل أن في قوله عز وعلا «وأن الله ليس بظلام للعبيد» الرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي والامر أنه تعالى ليس بمعذب لعبيده بغير ذنب من قبلهم والتعبير عن ذلك بنفي الظلم مع أن تعذيبهم بغير ذنب ليس بظلم قطعا على ما نقرر من قاعدة أهل السنة فضلا عن كونه ظالما بالغا قد مر تحقيقه في سورة آل عمران والجملة اعتراض تذييلى مقرر لمضمون ما قبلها وأما ما قيل من أن محل أن هو الجر بالعطف على ما قدمت فقد عرفت حاله في سورة الأنفال «ومن الناس من يعبد الله على حرف» شروع في بيان المذبذبين إثر بيان حال المجاهرين أي ومنهم من يعبده تعالى على طرف من الدين لاثبات له فيه كالذي ينحرف إلى طرف الجيش فإن أحس بظفر قر وإلا فر «فإن أصابه خير» أي دنيوي من الصحة والسعة «اطمأن به» أي ثبت على ما كان عليه ظاهرا ألا أنه اطمأن به اطمئنان المؤمنين الذين لا يلويهم عنه صارف ولا يثنيهم عاطف «وإن أصابته فتنة» أي شئ يفتتن به من مكروه يعتريه في نفسه أو أهله أو ماله «انقلب على وجهه» روى أنها نزلت في أعاريب قدموا المدينة وكان أحدهم إذا صح بدنه ونتجت فرسه مهرا سريا وولدت امرأته ولدا سويا وكثر ماله وماشيته قال ما أصبت منذ دخلت في ديني هذا الا خيرا واطمأن وإن كان الأمر بخلافه قال ما أصبت إلا شرا وانقلب وعن أبى سعيد الخدري رضى الله عنه أن يهوديا أسلم فأصابته مصائب فتشاءم بالاسلام فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أقلني فقال صلى الله عليه وسلم إن الاسلام لا يقال فنزلت وقيل نزلت في المؤلفة قلوبهم «خسر الدنيا والآخرة» فقدهما وضيعهما بذهاب عصمته وحبوط عمله بالارتداد وقرئ خاسر بالنصب على الحال والرفع على الفاعلية ووضع موضع الضمير
(٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (سورة طه) قوله تعالى: طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى. 2
2 قوله تعالى: منها خلقناكم وفيها نعيدكم الآية. 22
3 قوله تعالى: وما أعجلك عن قومك يا موسى. 33
4 قوله تعالى: وعنت الوجوه للحي القيوم الآية. 43
5 (سورة الأنبياء - الجزء السابع عشر) قوله تعالى: اقترب للناس حسابهم الآية. 53
6 قوله تعالى: ومن يقل منهم أني إله الآية. 64
7 قوله تعالى: وقد آتينا إبراهيم رشده الآية. 72
8 قوله تعالى: وأيوب إذ نادى ربه الآية. 81
9 (سورة الحج) قوله تعالى: يا أيها الناس اتقوا ربكم الآية. 91
10 قوله تعالى: هذان خصمان اختصموا في ربهم الآية. 101
11 قوله تعالى: إن الله يدافع عن الذين آمنوا الآية. 108
12 قوله تعالى: ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به الآية. 116
13 (سورة المؤمنون - الجزء الثامن عشر) قوله تعالى: قد أفلح المؤمنون. 133
14 قوله تعالى: هيهات هيهات لما توعدون. 134
15 قوله تعالى: ولو رحمناهم الآية. 145
16 (سورة النور) قوله تعالى: سورة أنزلناها وفرضناها الآية. 155
17 قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا الآية. 164
18 قوله تعالى: الله نور السماوات والأرض الآية. 175
19 قوله تعالى: وأقسموا بالله جهد أيمانهم الآية. 188
20 (سورة الفرقان) قوله تعالى: تبارك الذي نزل الفرقان الآية 200
21 [الجزء التاسع عشر] قوله تعالى: وقال الذين لا يرجون لقاءنا الآية 210
22 قوله تعالى: وهو الذي مرج البحرين الآية. 225
23 (سورة الشعراء) قوله تعالى: طسم تلك آيات الكتاب المبين. 233
24 قوله تعالى: وأوحينا إلى موسى الآية 244
25 قوله تعالى: قالوا أنؤمن لك الآية 254
26 أوفوا الكيل ولا تكونوا الآية 262
27 (سورة النمل) قوله تعالى: طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين. 271
28 قوله تعالى: قال سننظر أصدقت الآية. 282
29 [الجزء العشرون] قوله تعالى: فما كان جواب قومه الآية 292
30 قوله تعالى: وإذا وقع القول عليهم أخرجنا الآية 300