تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٦ - الصفحة ٥٠
وأضرابهم ولم ينفرد الأجل المسمى دون الأخذ العاجل «فاصبر على ما يقولون» أي إذا كان الأمر على ما ذكر من أن تأخير عذابهم ليس بإهمال بل إمهال وانه لازم لهم البتة فاصبر على ما يقولون من كلمات الكفر فإن علمه عليه السلام بأنهم معذبون لا محالة مما يسليه ويحمله على الصبر «وسبح» ملتبسا «بحمد ربك» أي صل وأنت حامد لربك الذي يبلغك إلى كمالك على هدايته وتوفيقه أو نزهه تعالى عما ينسبونه إليه مما لا يليق بشأنه الرفيع حامدا له على ما ميزك بالهدى معترفا بأنه مولى النعم كلها والأول هو الأظهر المناسب لقوله تعالى «قبل طلوع الشمس» الخ فإن توقيت التنزيه غير معهود فالمراد صلاة الفجر «وقبل غروبها» يعني صلاتي الظهر والعصر لأنهما قبل غروبها بعد زوالها وجمعها لمناسبة قوله تعالى قبل طلوع الشمس وقبل صلاة العصر «ومن آناء الليل» اي من ساعاته جمع إني بالكسر والقصر وأناء بالفتح والمد «فسبح» أي فصل والمراد به المغرب والعشاء وتقديم الوقت فيهما لاختصاصهما بمزيد الفضل فإن القلب فيهما أجمع والنفس إلى الاستراحة أميل فتكون العبادة فيهما أشق ولذلك قال تعالى إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأقوم قيلا «وأطراف النهار» تكرير لصلاة الفجر والمغرب إيذانا باختصاصهما بمزيد مزية ومجيئه بلفظ الجمع لأمن من الإلباس كقول من قال ظهراهما مثل ظهور الترسين أو أمر بصلاة الظهر فإنه نهاية النصف الأول من النهار وبداية النصف الأخير وجمعه باعتبار النصفين أو لأن النهار جنس أو أمر بالتطوع في أجزاء النهار «لعلك ترضى» متعلق بسبح أي سبح في هذه الأوقات رجاء أن تنال عنده تعالى ما ترضى به نفسك وقرئ ترضى على صيغة البناء للمفعول من أرضى أي يرضيك ربك «ولا تمدن عينيك» اي لا تطل نظر هما بطريق الرغبة والميل «إلى ما متعنا به» من زخارف الدنيا وقوله تعالى «أزواجا منهم» أي أصناما من الكفرة مفعول متعنا قدم عليه الجار والمجرور للاعتناء به أو هو حال من الضمير والمفعول منهم أي إلى الذي متعنا به وهو أصناف وأنواع بعضهم على أنه معنى من التبعيضية أو بعضا منهم على حذف الموصوف كما مر مرارا «زهرة الحياة الدنيا» منصوب بمحذوف يدل عليه متعنا أي أعطينا أو به على تضمين معناه أو بالبدلية من محل به أومن أزواجا بتقدير مضاف أو بدونه أو بالذم وهي الزينة والبهجة وقرئ زهرة بفتح الهاء وهي لغة كالجهرة في الجهرة أو جمع زاهر وصف لهم بأنهم زاهر والدنيا لتنعمهم وبهاء زيهم بخلاف ما عليه المؤمنون الزهاد «لنفتنهم فيه» متعلق بمتعنا جيء به للتنفير عنه ببيان سوء عاقبته مآلا إثر إظهار بهجته حالا أي لنعاملهم معاملة من يبتليهم ويختبرهم فيه أو لنعذبهم في الآخرة بسببه «ورزق ربك» أي ما ادخر لك في الآخرة أو ما رزقك في الدنيا من النبوة والهدى «خير» مما منحهم في الدنيا لأنه مع كونه
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (سورة طه) قوله تعالى: طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى. 2
2 قوله تعالى: منها خلقناكم وفيها نعيدكم الآية. 22
3 قوله تعالى: وما أعجلك عن قومك يا موسى. 33
4 قوله تعالى: وعنت الوجوه للحي القيوم الآية. 43
5 (سورة الأنبياء - الجزء السابع عشر) قوله تعالى: اقترب للناس حسابهم الآية. 53
6 قوله تعالى: ومن يقل منهم أني إله الآية. 64
7 قوله تعالى: وقد آتينا إبراهيم رشده الآية. 72
8 قوله تعالى: وأيوب إذ نادى ربه الآية. 81
9 (سورة الحج) قوله تعالى: يا أيها الناس اتقوا ربكم الآية. 91
10 قوله تعالى: هذان خصمان اختصموا في ربهم الآية. 101
11 قوله تعالى: إن الله يدافع عن الذين آمنوا الآية. 108
12 قوله تعالى: ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به الآية. 116
13 (سورة المؤمنون - الجزء الثامن عشر) قوله تعالى: قد أفلح المؤمنون. 133
14 قوله تعالى: هيهات هيهات لما توعدون. 134
15 قوله تعالى: ولو رحمناهم الآية. 145
16 (سورة النور) قوله تعالى: سورة أنزلناها وفرضناها الآية. 155
17 قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا الآية. 164
18 قوله تعالى: الله نور السماوات والأرض الآية. 175
19 قوله تعالى: وأقسموا بالله جهد أيمانهم الآية. 188
20 (سورة الفرقان) قوله تعالى: تبارك الذي نزل الفرقان الآية 200
21 [الجزء التاسع عشر] قوله تعالى: وقال الذين لا يرجون لقاءنا الآية 210
22 قوله تعالى: وهو الذي مرج البحرين الآية. 225
23 (سورة الشعراء) قوله تعالى: طسم تلك آيات الكتاب المبين. 233
24 قوله تعالى: وأوحينا إلى موسى الآية 244
25 قوله تعالى: قالوا أنؤمن لك الآية 254
26 أوفوا الكيل ولا تكونوا الآية 262
27 (سورة النمل) قوله تعالى: طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين. 271
28 قوله تعالى: قال سننظر أصدقت الآية. 282
29 [الجزء العشرون] قوله تعالى: فما كان جواب قومه الآية 292
30 قوله تعالى: وإذا وقع القول عليهم أخرجنا الآية 300