الثلثان ويقر في السفن الثلث وصاحبهم فيهم حتى إذا تراءت لهم جبالهم بعث الله عليهم ريحا فردتهم إلى مراسيهم من الشام فاخذوا فذبحوا عند أرجل سفنهم عند الساحل فيومئذ تضع الحرب أوزارها * قوله تعالى (ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه ذلك ولو يشاء لانتصر منهم قال أي والله بجنوده الكثيرة كل خلقه له جند فلو سلط أضعف خلقه لكان له جندا * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم قال لأرسل عليهم ملكا فدمر عليهم وفى قوله والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم قال نزلت فيمن قتل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه انه قرأ والذين قاتلوا بالألف * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم الآية قال ذكر لنا ان هذه الآية نزلت في يوم أحد ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الشعب وقد فشت فيهم الجراحات والقل وقد نادى المشركون يومئذ أعل هبل ونادى المسلمون الله أعلى وأجل فنادى المشركون يوم بيوم بدر وان الحرب سجال لنا عزى ولا عزى لكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا الله مولانا ولا مولى لكم ان القتلى مختلفة أما قتلانا فأحياء يرزقون وأما قتلاكم ففي النار يعذبون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه ويدخلهم الجنة عرفها لهم قال يهدى أهلها إلى بيوتهم ومساكنهم وحيث قسم الله لهم منها لا يخطأون كأنهم ساكنوها منذ خلقوا لا يستدلون عليها أحدا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه عرفها لهم قال عرفهم منازلهم فيها * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل رضي الله عنه في قوله ويدخلهم الجنة عرفها لهم قال بلغنا ان الملك الذي كان وكل بحفظ عمله في الدنيا يمشى بين يديه في الجنة ويتبعه ابن آدم حتى يأتي أقصى منزل هو له فيعرفه كل شئ أعطاه الله في الجنة فإذا انتهى إلى أقصى منزله في الجنة دخل إلى منزله وأزواجه وانصرف الملك عنه * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا ان تنصروا الله ينصركم) * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم قال على نصره * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه ان تنصروا الله ينصركم قال حق على الله ان يعطى من سأله وان ينصر من نصره والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم قال أما الأولى ففي الكفار الذي قتل الله يوم بدر وأما الأخرى ففي الكفار عامة * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن عمرو بن ميمون رضي الله عنه ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله قال كرهوا الفرائض * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم قال أهلكهم الله بألوان العذاب بان يتفكر متفكر ويتذكر متذكر ويرجع راجع فضرب الأمثال وبعث الرسل ليعقلوا عن الله أمره * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما وللكافرين أمثالها قال لكفار قومك يا محمد مثل ما دمرت به القرى فأهلكوا بالسيف * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله وللكافرين أمثالها قال مثل ما دمرت به القرون الأولى وعيد من الله تعالى لهم وفى وقوله ذلك بان الله مولى الذين آمنوا قال وليهم الله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ذلك بان الله مولى الذين آمنوا قال ليس لهم مولى غيره * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الانعام قال لا يلتفت إلى آخرته * قوله تعالى (وكائن من قرية) الآيتين * أخرج عبد بن حميد وأبو يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج من مكة إلى الغار التفت إلى مكة وقال أنت أحب بلاد الله إلى الله وأنت أحب بلاد الله إلى ولولا أن أهلك أخرجوني منك لم أخرج منك فأعتى الأعداء من عدا على الله في حرمه أو قتل غير قاتله أو قتل بذحول أهل الجاهلية فأنزل الله تعالى وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله وكأين
(٤٨)