قريش إلى آخر السورة أي لتراحمهم وتواصلهم وكانوا على شرك وكان الذي آمنهم منه من الخوف خوف الفيل وأصحابه واطعامهم إياهم من الجوع من جوع الاحتفاد * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله لإيلاف قريش الآية قال نهاهم عن الرحلة وأمرهم أن يعدوا رب هذا البيت وكفاهم المؤنة وكانت رحلتهم في الشتاء والصيف ولم يكن لهم راحة في شتاء ولا صيف فأطعمهم الله بعد ذلك من جوع وآمنهم من خوف فألفوا الرحلة وكان ذلك من نعمة الله عليهم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف قال ألفوا ذلك فلا يشق عليهم * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله لإيلاف قريش قال عادة قريش رحلة في الشتاء ورحلة في الصيف وفي قوله وآمنهم من خوف قال كانوا يقولون نحن من حرم الله فلا يعرض لهم أحد في الجاهلية يأمنون بذلك وكان غيرهم من قبائل العرب إذا خرج أغير عليهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله لإيلاف قريش قال كان أهل مكة يتعاورون البيت شتاء وصيفا تجارا آمنين لا يخافون شيئا لحرمهم وكانت العرب لا يقدرون على ذلك ولا يستطيعونه من الخوف فذكرهم الله ما كانوا فيه من الامن حتى أن كان الرجل منهم ليصاب في الحي من أحياء العرب فيقال حرمي قال ذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال من أذل قريشا أذله الله وقال ارقبوني وقريشا فان ينصرني الله عليهم فالناس لهم تبع فلما فتحت مكة أسرع الناس في الاسلام فبلغنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الناس تبع لقريش في الخير والشر كفارهم تبع لكفارهم ومؤمنوهم تبع لمؤمنهم * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله لإيلاف قريش الآية قال أمروا أن يألفوا عبادة رب هذا البيت كالفهم رحلة الشتاء والصيف * وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر عن أبي صالح قال علم الله حب قريش الشام فأمروا ان يألفوا عبادة رب هذا البيت كإيلافهم رحلة الشتاء والصيف * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن أبي مالك في قوله لإيلاف قريش قال كانوا يتجرون في الشتاء والصيف فألفتهم ذلك * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال كانت قريش تتجر شتاء وصيف فتأخذ في الشتاء على طريق البحر وايلة إلى فلسطين يلتمسون الدفاء وأما الصيف فيأخذون قبل بصرى وأذرعات يلتمسون البرد فذلك قوله إيلافهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد قال كانت لهم رحلتان الصيف إلى الشام والشتاء إلى اليمن في التجارة * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله وآمنهم من خوف قال لا يخطفون * وأخرج ابن أبي حاتم عن الأعمش وآمنهم من خوف قال خوف الحبشة * وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك وآمنهم من خوف قال من الجذام * وأخرج البيهقي في الدلائل عن أبي ريحانة العامري ان معاوية قال لابن عباس لم سميت قريش قريشا قال بدابة تكون في البحر أعظم دوابه يقال لها القرش لا تمر بشئ من الغث والسمين الا أكلته قال فأنشدني في ذلك شيئا فأنشده شعر الجمحي إذ يقول وقريش هي التي تسكن البحر * بها سميت قريش قريشا تأكل الغث والسمين ولا تترك * منها لذي الجناحين ريشا هكذا في البلاد حي قريش * يأكلون البلاد أكلا كميشا ولهم آخر الزمان نبي * يكثر القتل فيهم والخموشا * وأخرج ابن سعد عن سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم ان عبد الملك بن مروان سأل محمد بن جبير متى سميت قريش قريشا قال حين اجتمعت إلى الحرم من تفرقها فذلك التجمع التقرش فقال عبد الملك ما سمعت هذا ولكن سمعت ان قصيا كان يقال له القرشي ولم تسم قريش قبله * وأخرج ابن سعد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ابن عوف قال لما نزل قصي الحرم وغلب عليه فعل أفعالا جميلة فقيل له القرشي فهو أول من سمى به * وأخرج أحمد عن قتادة بن النعمان انه وقع بقريش فكأنه نال منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا قتادة لا تسبن قريشا فإنه لعلك ان ترى منهم رجالا تزدري عملك مع أعمالهم وفعلك مع أفعالهم وتغبطهم إذا رأيتهم لولا أن تطغى قريش لأخبرتهم بالذي لهم عند الله * وأخرج ابن أبي شيبة عن معاوية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
(٣٩٨)