فقال انا نأتيك بكل شئ تريد فارجع فأبى أن يرجع الا ان يدخله وانطلق يسير نحوه وتخلف عبد المطلب فقام على جبل فقال لا أشهد مهلك هذا البيت وأهله ثم قال اللهم ان لكل اله حلالا فامنع حلالك لا يغلبن محالهم أبدا محالك اللهم فان فعلت فامر ما بدا لك فأقبلت مثل السحابة من نحو البحر حتى أظلتهم طيرا أبابيل التي قال الله ترميهم بحجارة من سجيل فجعل الفيل يعج عجا فجعلهم كعصف مأكول * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل قال أقبل أبرهة الأشرم بالحبشة ومن تبعه من غواة أهل اليمن إلى بيت الله ليهدموه من أجل بيعة لهم أصابها العرب بأرض اليمن فاقبلوا بفيلهم حتى إذا كانوا بالصفاح فكانوا إذا وجهوه إلى بيت الله ألقى يجرانه إلى الأرض فإذا وجهوه قبل بلادهم انطلق وله هرولة حتى إذا كانوا ببجلة اليمانية بعث الله عليهم طيرا أبابيل بيضا وهي الكبيرة فجعلت ترميهم بها حتى جعلهم الله كعصف مأكول فنجا أبو يكسوم فجعل كلما نزل أرضا تساقط بعض لحمه حتى إذا أتى قومه فأخبرهم الخير ثم هلك * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل قال أبو يكسوم جبار من الجبابرة جاء بالفيل يسوقه معه الحبش ليهدم زعم بيت الله من أجل بيعة كانت هدمت باليمن فلما دنا الفيل من الحرم ضرب بجرانه فإذا أرادوا به الرجعة عن الحرم أسرع الهرولة * وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير قال أقبل أبو يكسوم صاحب الحبشة ومعه الفيل فلما انتهى إلى الحرم برك الفيل فأبى أن يدخل الحرم فإذا وجه راجعا أسرع راجعا وإذا ارتد على الحرم أبى فأرسل الله عليهم طيرا صغارا بيضا في أفواهها حجارة أمثال الحمص لا تقع على أحد الا هلك * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال جاء أصحاب الفيل حتى نزلوا الصفاح فتاهم عبد المطلب فقال إن هذا بيت لم يسلط عليه أحد قالوا لا نرجع حتى نهدمه وكانوا لا يقدمون فيلهم الا تأخر فدعا الله الطير الأبابيل فأعطاها حجارة سودا عليها الطين فلما حاذت بهم صفت عليهم ثم رمتهم فما بقى منهم أحد الا أصابته الحكة وكانوا لا يحك انسان منهم جلده الا تساقط جلده * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس قال لما أرسل الله الحجارة على أصحاب الفيل جعل لا يقع منها حجر الا سقط 7 وذلك أول ما كان الجدري ثم أرسل الله سيلا فذهب بهم فألقاهم في البحر قيل فما الأبابيل قال الفرق * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود طيرا أبابيل قال هي الفرق * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن ابن عباس طيرا أبابيل قال فوجا بعد فوج كانت تخرج عليهم من البحر * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله طيرا أبابيل قال خضر لها خراطيم كخراطيم الإبل وأنف كانف الكلاب * وأخرج عبد بن حميد عن عن ابن عباس طيرا أبابيل قال لها أكف كأكف الرجل وأنياب كأنياب السباع * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن عبيد بن عمير الليثي قال لما أراد الله أن يهلك أصحاب الفيل بعث الله عليهم طيرا نشأت من البحر كأنها الخطاطيف بكف كل طير منها ثلاثة أحجار مجزعة في منقاره حجر وحجران في رجليه ثم جاءت حتى صفت على رؤسهم ثم صاحت وألقت ما في أرجلها ومناقيرها فما من حجر وقع منها على رجل الا خرج من الجانب الآخر ان وقع على رأسه خرج من دبره وان وقع على شئ من بدنه خرج من الجانب الآخر وبعث الله ريحا شديدا فضربت أرجلها فزادها شدة فأهلكوا جميعا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن عكرمة طيرا أبابيل قال طير بيض وفي لفظ خضر جاءت من قبل البحر كان وجوهها وجوه السباع لم تر قبل ذلك ولا بعده فأثرت في جلودهم مثل الجدري فإنه أول ما رؤى الجدري * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل لما أقبل أصحاب الفيل يريدون مكة ورأسهم أبو يكسوم الحبشي حتى أتوا المغمس أتتهم طير في منقار كل طير حجر وفي رجليه حجران فرمتهم بها فذلك قوله وأرسل عليهم طيرا أبابيل يقول يتبع بعضها بعضا ترميهم بحجارة من سجيل يقول من طين قال وكانت من جزع أظفار مثل بعر الغتم فرمتهم بها فجعلهم كعصف مأكول وهو ورق الزرع البالي المأكول يقول خرقتهم الحجارة كما يتخرق ورق الزرع البالي المأكول قال وكان اقبال هؤلاء إلى مكة قبل ان يولد النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث وعشرين
(٣٩٥)