نجذ ويكال له من أسفل النخل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بالبركة حتى وفيناه جميع حقه من أصغر الحديقتين ثم أتيتهم برطب وماء فأكلوا وشربوا ثم قال هذه من النعيم الذي تسألون عنه * وأخرج مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن جرير وابن مردويه عن أبي هريرة قال حرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فإذا هو بابى بكر وعمر فقال ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة قالا الجوع يا رسول الله قال والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما فقوموا فقاما معه فأتى رجلا من الأنصار فإذا هو ليس في بيته فلما رأته المرأة قالت مرحبا وأهلا فقال النبي صلى الله عليه وسلم أين فلان قالت انطلق يستعذب لنا الماء إذ جاء الأنصاري فنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه فقال الحمد لله ما أحد اليوم أكرم أضيافا منى فانطلق فجاء بعذق فيه بسر وتمر فقال كلوا من هذا وأخذ المدية فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إياك والحلوب فذبح لهم فأكلوا من الشاة ومن ذلك العذق وشربوا فلما شبعوا ورووا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر والذي نفسي بيده لتسئلن عن هذا النعيم يوم القيامة * وأخرج البزار وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس انه سمع عمر بن الخطاب يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوما عند الظهيرة فوجد أبا بكر في المسجد جالسا فقال ما أخرجك هذه الساعة قال أخرجني الذي أخرجك يا رسول الله ثم؟؟ عمر جاء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابن الخطاب ما أخرجك هذه الساعة قال أخرجني الذي أخرجكما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل بكما من قوة فتنطلقان إلى هذا النخل فتصيبان من طعام وشراب فقلنا نعم يا رسول الله فانطلقنا حتى أتينا منزل مالك بن التيهان أبى الهيثم الأنصاري * وأخرج ابن حبان وابن مردويه عن ابن عباس قال خرج أبو بكر في الهاجرة إلى المسجد فسمع عمر فخرج فقال لأبي بكر ما أخرجك هذه الساعة قال أخرجني ما أجد في نفسي من حاق الجوع قال عمر والذي نفسي بيده ما أخرجني الا الجوع فبينما هما كذلك إذ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما أخرجكما هذه الساعة فقالا والله ما أخرجنا الا ما نجد في بطوننا من حاق الجوع فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي بعثني بالحق ما أخرجني غيره فقاموا فانطلقوا إلى منزل أبى أيوب الأنصاري فلما انتهوا إلى داره قالت امرأته مرحبا بنبي الله وبمن معه قال النبي صلى الله عليه وسلم أين أبو أيوب فقالت امرأته يأتيك يا نبي الله الساعة فجاء أبو أيوب فقطع عذقا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما أردت ان تقطع لنا هذا الا اجتنيت الثمرة قال أحببت يا رسول الله ان تأكلوا من بسره وتمره ورطبه ثم ذبح جديا فشوى نصفه وطبخ نصفه فلما وضع بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم أخذ من الجدي فجعله في رغيف وقال يا أبا أيوب أبلغ بهذا فاطمة فإنها لم تصب مثل هذا منذ أيام فذهب به أبو أيوب إلى فاطمة فلما أكلوا وشبعوا قال النبي صلى الله عليه وسلم خبز ولحم وتمر وبسر ورطب ودمعت عيناه والذي نفسي بيده ان هذا لهو النعيم الذي تسألون عنه قال الله ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم فهذا النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة فكبر ذلك على أصحابه فقال بلى إذا أصبتم هذا فضربتم بأيديكم فقولوا بسم الله فإذا شبعتم فقولوا الحمد لله الذي هو أشبعنا وأنعم علينا وأفضل فان هذا كفاف لها * وأخرج أحمد وابن جرير وابن عدي والبغوي في معجمه وابن منده في المعرفة وابن عساكر وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبي عسيب مولى النبي صلى الله عليه وسلم قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليلا فمر بي فدعاني فخرجت إليه ثم مر بابى بكر فدعاه فخرج إليه ثم مر بعمر فدعاه فخرج إليه فانطلق حتى دخل حائطا لبعض الأنصار فقال لصاحب الحائط أطعمنا فجاءه بعذق فوضعه فاكل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ثم دعا بماء بارد فشرب وقال لتسئلن عن هذا النعيم يوم القيامة فاخذ عمر العذق فضرب به الأرض حتى تناثر البسر ثم قال يا رسول الله انا لمسؤولون عن هذا يوم القيامة قال نعم الا من ثلاث كسرة يسد بها الرجل جوعته أو ثوب يستر به عورته أو جحر يدخل فيه من الحر والبرد * وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد قال كان النبي صلى الله عليه وسلم على جدول فأتى برطب وماء بارد فاكل من الرطب وشرب من الماء ثم قال هذا من النعيم الذي تسألون عنه * وأخرج أبو يعلى وابن مردويه عن أبي بكر الصديق قال انطلقت مع النبي صلى الله عليه وسلم ومعنا عمر إلى رجل يقال له الواقفي فذبح لنا شاة فقال النبي صلى الله عليه وسلم إياك وذات الدر فأكلنا ثريدا ولحما وشربنا ماء فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا من النعيم الذي تسألون
(٣٨٩)