الشمال ثم يقال للنصارى ما كنتم تعبدون فيقولون الله وعيسى فيقال لهم لستم من عيسى وليس عيسى منكم ثم يصرف بهم ذات الشمال ويبقى المسلمون فيقال لهم ما كنتم تعبدون فيقولون الله فيقال لهم هل تعرفونه فيقولون ان عرفنا نفسه عرفناه فعند ذلك يؤذن لهم في السجود بين كل مؤمنين منافق فتقصم ظهورهم عن السجود ثم قرأ هذه الآية ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون * وأخرج إسحاق بن راهويه في مسنده وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا والطبراني والآجري في الشريعة والدارقطني في الرؤية والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجمع الله الناس يوم القيامة وينزل الله في ظلل من الغمام فينادى مناد يا أيها الناس ألم ترضوا من ربكم الذي خلقكم وصوركم ورزقكم ان يولى كل انسان منكم ما كان يعبد في الدنيا ويتولى أليس ذلك من ربكم عدلا قالوا بلى قال فينطلق كل انسان منكم إلى ما كان يعبد في الدنيا ويتمثل لهم ما كانوا يعبدون في الدنيا فيتمثل لمن كان يعبد عيسى شيطان عيسى ويتمثل لمن كان يعبد عزيرا شيطان عزير حتى يمثل لهم الشجرة والعود والحجر ويبقى أهل الاسلام جثوما فيتمثل لهم الرب عز وجل فيقول لهم مالكم لم تنطلقوا كما انطلق الناس فيقولون ان لنا ربا ما رأيناه بعد فيقول فبم تعرفون ربكم ان رأيتموه قالوا بيننا وبينه علامة ان رأيناه عرفناه قال وما هي قال يكشف عن ساق فيكشف عند ذلك عن ساق فيخر كل من كان يسجد طائعا ساجدا ويبقى قوم ظهورهم كصياصي البقر يريدون السجود فلا يستطيعون ثم يؤمرون فيرفعوا رؤسهم فيعطون نورهم على قدر أعمالهم فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل بين يديه ومنهم من يعطى نوره فوق ذلك ومنهم من يعطى نوره مثل النخلة بيمينه ومنهم من يعطى نوره دون ذلك بيمينه حتى يكون آخر ذلك من يعطى نوره على ابهام قدميه يضئ مرة ويطفأ مرة فإذا أضاء قدم قدمه وإذا طفئ قام فيمر ويمرون على الصراط والصراط كحد السيف دحض مزلة فيقال لهم انجوا على قدر نوركم فمنهم من يمر كانقضاض الكوكب ومنهم من يمر كالطرف ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كشد الرجل ويرمل رملا يمرون على قدر أعمالهم حتى يمر الذي نوره على ابهام قدمه يجر يدا ويعلق يدا ويجر رجلا ويعلق رجلا وتصيب جوانبه النار فيخلصون فإذا خلصوا قالوا الحمد لله الذي نجانا منك بعدي الذي أراناك لقد أعطانا الله ما لم يعط أحدا فينطلقون إلى ضحضاح عند باب الجنة فيغتسلون فيعود إليهم ريح أهل الجنة وألوانهم ويرون من خلل باب الجنة وهو يصفق منزلا في أدنى الجنة فيقولون ربنا أعطنا ذلك المنزل فيقول لهم أتسألون الجنة وقد نجيتكم من النار فيقولون ربنا أعطنا حل بيننا وبين النار هذا الباب لا نسمع حسيسها فيقول لهم لعلكم ان أعطيتموه ان تسألوا غيره فيقولون لا وعزتك لا نسأل غيره وأي منزل يكون أحسن منه قال فيدخلون الجنة ويرفع لهم منزل امام ذلك كان الذي رأوا قبل ذلك حلم عنده فيقولون ربنا أعطنا ذلك المنزل فيقول لعلكم ان أعطيتكموه ان تسألوا غيره فيقولون لا وعزتك لا نسأل غيره رأى منزل أحسن منه فيعطونه ثم يرفع لهم امام ذلك منزل آخر كان الذي رأوا قبل ذلك حلم عند هذا الذي رأوا فيقولون ربنا أعطنا ذلك المنزل فيقول لعلكم ان أعطيتكموه ان تسألوا غيره فيقولون لا وعزتك لا نسأل غيره وأي منزل أحسن منه ثم يسكتون فيقول لهم مالكم لا تسألون فيقولون ربنا قد سألناك حتى استحينا فيقال لهم ألم ترضوا ان أعطيكم مثل الدنيا منذ يوم خلقتها إلى يوم أفنيتها وعشرة أضعافها فيقولون أتستهزئ بنا وأنت رب العالمين قال مسروق فما بلغ عبد الله هذا المكان من الحديث الا ضحك وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثه مرارا فما بلغ هذا المكان من الحديث الا ضحك حتى تبدو لهواته ويبدو آخر ضرس من أضراسه يقول الأسنان قال فيقول لا ولكني على ذلك قادر فسلوني قالوا ربنا ألحقنا بالناس فيقال لهم الحقوا الناس فينطلقون يرملون في الجنة حتى يبدو لرجل منهم في الجنة قصر درة مجوف فيخر ساجدا فيقال له ارفع رأسك فيرفع رأسه فيقول رأيت ربى فيقال له انما ذلك منزل من منازلك فينطلق ويستقبله رجل فيتهيأ للسجود فيقال له مالك فيقول رأيت ملكا فيقال له انما ذلك قهرمان من قهارمتك عبد من عبيدك فيأتيه فيقول انما أنا قهرمان من قهارمتك على هذا القصر تحت يدي ألف قهرمان كلهم على ما أنا على فينطلق به عند ذلك حتى يفتح له القصر وهي درة مجوفة سقائفها وأغلاقها وأبوابها ومفاتيحها منها قال فيفتح له القصر فتستقبله جوهرة
(٢٥٦)