جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا ان من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم في قوم من أهل مكة أسلموا وأرادوا ان يأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم فلما أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأ والناس قد فقهوا في الدين هموا ان يعاقبوهم فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا ان من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم وان تعفوا وتصفحوا وتغفروا فان الله غفور رحيم * وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال كان الرجل يريد الهجرة فتحبسه امرأته وولده فيقول أنا والله لئن جمع الله بيني وبينكم في دار الهجرة لأفعلن ولأفعلن فجمع الله بينهم في دار الهجرة فأنزل الله وان تعفوا وتصفحوا وتغفروا * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه ان من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم قال منهم من لا يأمر بطاعة ولا ينهى عن معصية وكفى بذلك عداوة للمرء ان يكون صاحبه لا يأمر بطاعة ولا ينهى عن معصية وكانوا يثبطون عن الجهاد والهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم * قوله تعالى (انما أموالكم وأولادكم فتنة) * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله انما أموالكم وأولادكم فتنة قال بلاء والله عنده أجر عظيم قال الجنة وأخرج ابن المنذر والطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه قال لا يقولن أحدكم اللهم إني أعوذ بك من الفتنة فإنه ليس أحد منكم الا وهو مشتمل على فتنة فان الله يقول انما أموالكم وأولادكم فتنة ولكن من استعاذ فليستعذ من مضلاتها * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي الضحى قال قال رجل أو هو عند عمر اللهم إني أعوذ بك من الفتنة أو الفتن عمر أتحب ان لا يرزقك الله مالا ولا ولدا أيكم استعاذ من الفتن فليستعذ من مضلاتها * وأخرج ابن مردويه عن كعب بن عياض رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن لكل أمة فتنة وان فتنة أمتي المال * وأخرج ابن مردويه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال * وأخرج وكيع في الغرر عن محمد بن سيرين رضي الله عنه قال قال ابن عمر لرجل انك تحب الفتنة قال أنا قال نعم فلما رأى ابن عمر ما داخل الرجل من ذاك قال تحب المال والولد * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والحاكم وابن مردويه عن بريدة رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب فاقبل الحسن والحسين رضي الله عنهما عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما واحدا من ذا الشق وواحدا من ذا الشق ثم صعد المنبر فقال صدق الله قال انما أموالكم وأولادكم فتنة انى لما نظرت إلى هذين الغلامين يمشيان ويعثران لم أصبر ان قطعت كلامي ونزلت إليهما * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو يخطب الناس على المنبر خرج الحسين ابن علي رضي الله عنه فوطئ في ثوب كان عليه فسقط فبكى فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المنبر فلما رأى الناس أسرعوا إلى الحسين رضي الله عنه يتعاطونه يعطيه بعضهم بعضا حتى وقع في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قاتل الله الشيطان ان الولد لفتنة والذي نفسي بيده ما دريت انى نزلت عن منبري * وأخرج ابن المنذر عن يحيى بن أبي كثير رضي الله عنه قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم بكاء حسن أو حسين فقال النبي صلى الله عليه وسلم الولد فتنة لقد قمت إليه وما أعقل والله تعالى أعلم * قوله تعالى (فاتقوا الله ما استطعتم) * أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال لما نزلت اتقوا الله حق تقاته اشتد على القوم العمل فقاموا حتى ورمت عراقيبهم وتقرحت جباههم فأنزل الله تخفيفا على المسلمين فاتقوا الله ما استطعتم فنسخت الآية الأولى * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الربيع بن أنس فاتقوا الله ما استطعتم قال جهدكم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة فاتقوا الله ما استطعتم قال هي رخصة من الله كان الله قد أنزل في سورة آل عمران اتقوا الله حق تقاته وحق تقاته ان يطاع فلا يعصى ثم خفف عن عباده فأنزل الرخصة فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا قال والسمع والطاعة فيما استطعت يا ابن آدم عليها بايع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على السمع
(٢٢٨)