من الأنصار فقال غلمان من المهاجرين يا للمهاجرين وقال غلمان من الأنصار يا للأنصار فبلغ ذلك عبد الله بن أبي ابن سلول فقال أما والله لو أنهم لم ينفقوا عليهم انفضوا من حوله أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فامر بالرحيل فأدرك ركبا من بنى عبد الأشهل في المسير فقال لهم ألم تعلموا ما قال المنافق عبد الله بن أبي قالوا وماذا قال يا رسول الله قال قال أما والله لو لم تنفقوا عليهم لانفضوا من حوله أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل قالوا صدق يا رسول الله فأنت والله الأعز العزيز وهو الذليل * وأخرج عبد بن حميد عن محمد بن سيرين رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان معسكرا وان رجلا من قريش كان بينه وبين رجل من الأنصار كلام حتى اشتد الامر بينهما فبلغ ذلك عبد الله بن أبي فخرج فنادى غلبني على قومي من لا قوم له بلغ ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاخذ سيفه ثم خرج عامدا ليضربه فذكر هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله فرجع حتى دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما لك يا عمر قال العجب من ذلك المنافق يقول غلبني على قومي من لا قوم له والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل قال النبي صلى الله عليه وسلم قم فناد في الناس يرتحلون فارتحلوا فساروا حتى إذا كان بينهم وبين المدينة مسيرة ليلة فعجل عبد الله بن عبد الله بن أبي حتى أناخ بجامع طرق المدينة ودخل الناس حتى جاء أبوه عبد الله بن أبي فقال وراءك فقال ما لك ويلك قال والله لا تدخلها أبدا الا ان يأذن رسول الله وليعلمن اليوم من الأعز من الأذل فرجع حتى لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكا إليه ما صنع ابنه فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم ان خل عنه حتى يدخل ففعل فلم يلبثوا الا أياما قلائل حتى اشتكى عبد الله فاشتد وجعه فقال لابنه عبد الله يا بنى ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فادعه فإنك إذا أنت طلبت ذلك إليه فعل ففعل ابنه فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له يا رسول الله ان عبد الله بن أبي شديد الوجع وقد طلب إلى أن آتيك فتأتيه فإنه قد اشتاق إلى لقائك فاخذ نعليه فقام وقام معه نفر من أصحابه حتى دخلوا عليه فقال لأهله حين دخل النبي صلى الله عليه وسلم أجلسوني فأجلسوه فبكى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجزعا يا عدو الله الآن فقال يا رسول الله انى لم أدعك لتؤنبني ولكن دعوتك لترحمني فاغرورقت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما حاجتك قال حاجتي إذا أنا مت ان تشهد غسلي وتكفني في ثلاثة أثواب من ثيابك وتمشى مع جنازتي وتصلى على ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية بعد ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم) الآية * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله قال هم عباد من أمتي الصالحون منهم لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وعن الصلاة المفروضة الخمس * وأخرج عبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان له مال يبلغه حج بيت ربه أو تجب عليه فيه الزكاة فلم يفعل سال الرجعة عند الموت فقال له رجل يا ابن عباس اتق الله فإنما يسال الرجعة الكفار فقال سأتلو عليكم بذلك قرآنا يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله إلى آخر السورة * وأخرج ابن جرير من وجه آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله الآية قال هو الرجل المؤمن إذا نزل به الموت وله مال لم يزكه ولم يحج منه ولم يعط حق الله منه يسال الرجعة عند الموت ليتصدق من ماله ويزكى قال الله ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها * واخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الضحاك في قوله لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله قال عن الصلوات الخمس وفي قوله وانفقوا مما رزقناكم قال يعنى الزكاة والنفقة في الحج * وأخرج ابن المنذر والبيهقي في شعب الايمان عن عطاء في قوله لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله قال الصلاة المفروضة * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فاصدق قال أزكى وأكون من الصالحين قال أحج * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن عن عاصم انه قرأ فاصدق وأكون من الصالحين قال أحج * وأخرج عبد بن حميد وعن الحسن عن عاصم انه قرأ فاصدق وأكون من الصالحين بالواو * وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن زيد بن ثابت قال القراءة
(٢٢٦)