عز وجل ان يصدع بين خلقه مثل لكل قوم ما كانوا يعبدون فيتبعونهم حتى يقحموهم النار ثم يأتينا ربنا عز وجل ونحن على مكان رفيع فيقول من أنتم فيقولون نحن المسلمون فيقول ما تنتظرون فيقولون ننتظر ربنا عز وجل فيقول وهل تعرفونه ان رأيتموه فيقولون نعم فيقول كيف تعرفونه ولم تروه فيقولون نعرفه انه لا عدل له فيتجلى لنا ضاحكا ثم يقول أبشروا يا معشر المسلمين فإنه ليس منكم أحد الا جعلت له مكانه في النار يهوديا أو نصرانيا * وأخرج ابن عساكر عن أبي موسى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا كان يوم القيامة مثل لكل قوم ما كانوا يعبدون في الدنيا ويبقى أهل التوحيد فيقال لهم ما تنظرون وقد ذهب الناس فيقولون ان لنا لربا كنا نعبده في الدنيا لم نره قال وتعرفونه إذا رأيتموه فيقولون نعم فيقال لهم وكيف تعرفونه ولم تروه قالوا انه لا شبيه له قال فيكشف لهم الحجاب فينظرون إلى الله تبارك وتعالى فيخرون له سجدا ويبقى أقوام في ظهورهم مثل صياصي البقر يريدون السجود فلا يستطيعون فذلك قول الله عز وجل يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون ويقول الله عز وجل عبادي ارفعوا رؤسكم فقد جعلت بدل وفي لفظ فداء كل رجل منكم رجلا من اليهود أو النصارى في النار * وأخرج الدارقطني عن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أحد لا ويخلو الله به كما يخلو أحدكم بالقمر ليلة البدر * وأخرج الدارقطني عن عبد الله بن عمرو قال ليخلون الله عز وجل بكم يوم القيامة واحدا واحدا في المسألة حتى تكونوا في القرب منه أقرب من هذا وأشار إلى شئ قريب * وأخرج الدارقطني عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم القيامة أول يوم نظرت فيه عين إلى الله عز وجل * وأخرج أحمد ومسلم والدارقطني من طريق أبى الزبير انه سمع جابر بن عبد الله يسال عن الورود فقال نحن يوم القيامة على كوم فوق الناس فتدعى الأمم بأوثانها وما كانت تعبد الأول فالأول ثم يأتينا ربنا بعد ذلك فيقول ما تنتظرون فيقولون ننتظر ربنا فيقول أنا ربكم فيقولون حتى تنظر إليك فيتجلى لهم يضحك فينطلق بهم ويتبعونه ويعطى كل انسان منهم نورا * وأخرج الدارقطني عن جابر عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتجلى لنا ربنا عز وجل ينظرون إلى وجهه فيخرون له سجدا فيقول ارفعوا رؤسكم فليس هذا بيوم عبادة * وأخرج الدارقطني عن جابر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله ليتجلى للناس عامة ويتجلي لأبي بكر الصديق خاصة * وأخرج الدارقطني والخطيب عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم أقرأه هذه الآية وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة قال والله ما نسخها منذ أنزلها يزورون ربهم تبارك وتعالى فيطعمون ويسقون ويتطيبون ويحلون ويرفع الحجاب بينه وبينهم فينظرون إليه وينظر إليهم عز وجل وذلك قوله عز وجل لهم رزقهم فيها بكرة وعشيا * وأخرج الدارقطني عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم القيامة رأى المؤمنون ربهم عز وجل فأحدثهم عهدا بالنظر إليه في كل جمعة ويراه المؤمنات يوم الفطر ويوم النحر * وأخرج الدارقطني عن أنس قال بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال أتاني جبريل وفي يده كالمرآة البيضاء في وسطها كالنكتة السوداء قلت يا جبريل ما هذا قال هذا يوم الجمعة يعرض عليك ربك ليكون لك عيدا ولامتك من بعدك قلت يا جبريل فما هذه النكتة السوداء قال هذه الساعة وهي تقوم في يوم الجمعة وهو سيد أيام الدنيا ونحن ندعوه في الجنة يوم المزيد قلت يا جبريل ولم تدعونه يوم المزيد قال لان الله عز وجل اتخذ في الجنة واديا أفيح من مسك أبيض فإذا كان يوم الجمعة ينزل ربنا على كرسي إلى ذلك الوادي وقد حف العرش بمنابر من ذهب مكللة بالجوهر وقد حفت تلك المنابر بكراسي من نور ثم يأذن لأهل الغرفات فيقبلون يخوضون كثائب المسك إلى الركب عليهم أسورة الذهب والفضة وثياب السندس والحرير حتى ينتهوا إلى ذلك الوادي فإذا اطمأنوا فيه جلوسا بعث الله عز وجل عليهم ريحا يقال لها المثيرة فثارت ينابيع المسك الأبيض في وجوههم وثيابهم وهم يومئذ جرد مرد مكحلون أبناء ثلاث وثلاثين يضرب جمامهم إلى سررهم على صورة آدم يوم خلقه الله عز وجل فينادى رب العزة تبارك وتعالى رضوان وهو حازن الجنة فيقول يا رضوان ارفع الحجب بيني وبين عبادي وزواري فإذا رفع الحجب بينه وبينهم فرأوا بهاءه ونوره هبوا له سجودا فيناديهم عز وجل بصوت ارفعوا رؤسكم فإنما كانت العبادة في الدنيا وأنتم اليوم في دار الجزاء سلوني ما شئتم فانا ربكم الذي صدقتكم وعدى
(٢٩٢)