قال قتادة: المقمح الرافع رأسه ويحتمل - وهو قول الطبري - أن تعود (هي) على الأيدي وذلك أن الغل إنما يكون في العنق مع اليدين وروي أن في مصحف ابن مسعود وأبي " إنا جعلنا في أيمانهم " وفي بعضها " في أيديهم " وأرى الناس علي بن أبي طالب الإقماح فجعل يديه تحت لحييه وألصقهما ورفع رأسه وقرأ الجمهور " سدا " بضم السين في الموضعين - وقرأ حمزة والكسائي وغيرهما " سدا " - بفتح السين - فقيل: هما بمعنى أي حائلا يسد طريقهم وقال عكرمة ما كان مما يفعله البشر فهو بالضم وما كان خلقة فهو بالفتح ومعنى الآية: إن طريق الهدى سد دونهم وقوله تعالى (إنما تنذر من اتبع الذكر...) الآية " إنما " ليست للحصر هنا بل هي على جهة تخصيص من ينفعه الإنذار " واتباع الذكر " هو العمل بما في كتاب الله والاقتداء به قال قتادة الذكر القرآن وقوله (بالغيب) أي بالخلوات عند مغيب الانسان عن أعين البشر ثم أخبر تعالى الموتى ردا على الكفرة ثم توعدهم بذكر كتب الآثار وإحصاء كل شئ وكل ما يصنعه الانسان فيدخل فيما قدم ويدخل في آثاره لكنه سبحانه ذكر الأمر من الجهتين ولينبه على الآثار التي تبقى وتذكر بعد الانسان من خير وشر.
(٧)