فليست بأريكة ما وبذلك قيدها ابن عباس وغيره وقوله (ما يدعون) بمنزلة ما يتمنون قال أبو عبيدة العرب تقول ادع علي ما شئت بمعنى تمن علي وقوله (سلام) قيل هي صفة أي مسلم لهم وخالص وقيل هو مبتدأ وقيل هو خبر مبتدأ وقوله تعالى (وامتازوا اليوم) فيه حذف تقديره ونقول للكفرة (وامتازوا) معناه انفصلوا وانحجزوا لأن العالم في الموقف إنما هم مختلطون قلت: وهذا يحتاج إلى سند صحيح وفي الكلام إجمال ويوم القيامة هو مواطن ثم خاطبهم تعالى لما تميزوا توبيخا وتوقيفا على عهده إليهم ومخالفتهم له وعبادة الشيطان هي طاعته والانقياد لإغوائه وقوله (هذا صراط مستقيم) إشارة إلى الشرائع إذ بعث الله آدم إلى ذريته ثم لم تخل الأرض من شريعة إلى ختم الرسالة بسيدنا محمد خاتم النبيين " والجبل " الأمة العظيمة ثم أخبر سبحانه نبيه محمدا عليه السلام أخبارا تشاركه فيه أمته بقوله (اليوم نختم على أفواههم) وذلك أن الكفار يجحدون ويطلبون شهيدا عليهم من أنفسهم حسبما ورد في الحديث الصحيح فعند ذلك يختم الله تعالى على أفواههم ويأمر جوارحهم بالشهادة فتشهد
(١٨)