الرجلين وتوهين امر الكافر والإشارة إلى الاعراض عنه انتهى قال السهيلي وانظر كيف نزلت الآية بلفظ الاخبار عن الغائب فقال: (عبس وتولى) ولم يقل عبست وتوليت وهذا يشبه حال العاتب المعرض ثم اقبل عليه بمواجهة الخطاب فقال: (وما يدريك لعله يزكى) الآية علما منه سبحانه انه لم يقصد بالاعراض عن ابن أم مكتوم الا الرغبة في الخير ودخول ذلك المشرك في الاسلام إذ كان مثله يسلم باسلامه بشر كثير فكلم نبيه حين ابتدأ الكلام بما يشبه كلام المعرض عنه العاتب له ثم واجهه بالخطاب تأنيسا له - عليه السلام - انتهى ثم قال تعالى (كلا) يا محمد ليس الامر كما فعلت ان هذه السورة أو القراءة أو المعاتبة تذكرة وعبارة الثعلبي: ان هذه السورة وقيل هذه الموعظة وقال مقاتل: آيات القرآن تذكرة اي موعظة وتبصرة للخلق (فمن شاء ذكره) اي اتعظ بآي القرآن وبما وعظتك وأدبتك في هذه السورة انتهى * ص * (ذكره) ذكر الضمير لان التذكرة هي الذكر انتهى.
وقوله تعالى: (في صحف) متعلق بقوله: (انها تذكرة) وهذا يؤيد ان التذكرة يراد بها جميع القرآن والصحف هنا قيل إنه اللوح المحفوظ: وقيل صحف الأنبياء المنزلة قال ابن عباس: السفرة هم الملائكة لأنهم كتبة يقال: سفرت اي كتبت ومنه السفر وقال ابن عباس أيضا الملائكة سفرة لأنهم يسفرون بين الله وبين أنبيائه وفي البخاري: سفرة الملائكة [واحدهم سافر] سفرت أصلحت بينهم وجعلت الملائكة إذا نزلت بوحي الله عز وجل وتأديته كالسفير الذي يصلح بين القوم انتهى قال * ع * ومن اللفظة قول الشاعر: [الوافر] وما ادع السفارة بين قومي * وما أسعى بغش ان مشيت.
والصحف على هذا: صحف عند الملائكة أو اللوح.