(وإذا الصحف نشرت) قيل: هي صحف الأعمال وقيل: هي الصحف التي تتطاير بالايمان والشمائل والكشط: التقشير وذلك كما يكشط جلد الشاة حين تسلخ وكشط السماء هو طيها / كطي السجل و (سعرت) معناه أضرمت نارها وأزلفت الجنة معناه قربت ليدخلها المؤمنون قال الثعلبي قربت لأهلها حتى يرونها نظيره (وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد) [ق: 31]. (علمت نفس) عند ذلك (ما أحضرت) من خير أو شر وهو جواب لقوله (إذا الشمس) وما بعدها انتهى.
وقوله تعالى: (فلا أقسم بالخنس) لا اما زائدة واما ان تكون ردا لقول قريش في تكذيبهم نبوة نبينا محمد عليه السلام ثم أقسم تعالى بالخنس الجوار الكنس وهي في قول الجمهور: الدراري السبعة: الشمس والقمر وزحل وعطارد والمريخ والزهرة والمشترى وقال علي: المراد الخمسة دون الشمس والقمر وذلك أن هذه الكواكب تخنس في جريها اي: تتقهقر فيما ترى العين وهي جوار في السماء وهي تكنس في أبراجها اي تستتر الثعلبي: وقال ابن زيد تخنس اي: تتأخر عن مطالعها كل سنة وتكنس بالنهار اي: تستتر فلا ترى انتهى وعسعس الليل في اللغة إذا كان غير مستحكم الإظلام قال الخليل عسعس الليل: إذا أقبل وأدبر وقال الحسن وقع القسم بإقباله وقال وابن عباس وغيره بل وقع بإدباره تعالى وقال المبرد أقسم بإقباله وادباره