قال * ع * وعندي: ان اليقين صحة ما كانوا يكذبون به من الرجوع إلى الله والدار الآخرة وقد تقدم ذكر أحاديث الشفاعة قال الفخر: واحتج أصحابنا بهذه الآية على أن الكفار يعذبون بترك فروع الشريعة والاستقصاء فيه قد ذكرناه في المحصول انتهى.
وقوله تعالى في صفة الكفار المعرضين: (كأنهم حمر مستنفرة) اثبات لجهلهم لان الحمر من جاهل الحيوان جدا وفي حرف ابن مسعود: " حمر نافرة " قال ابن عباس وأبو هريرة وجمهور من اللغويين: القسورة الأسد وقيل غير هذا (بل يريد كل امرئ منهم) اي: من هؤلاء (ان يؤتى صحفا منشرة) اي يريد كل انسان منهم ان ينزل عليه كتاب من الله ومنشرة أي منشورة غير مطوية.
وقوله: (كلا) رد على ارادتهم اي: ليس الامر كذلك ثم قال: (بل لا يخافون الآخرة) المعنى: هذه هي العلة والسبب في اعراضهم فكان جهلهم بالآخرة سبب امتناعهم من الهدى حتى هلكوا ثم أعاد تعالى الرد والزجر بقوله: (كلا) وأخبر ان هذا القول والبيان وهذه المحاورة بجملتها (تذكرة) (فمن شاء): ووفقه الله لذلك ذكر معاده فعمل له ثم أخبر سبحانه ان ذكر الانسان معاده وجريه إلى فلاحه انما هو كله بمشيئة الله تعالى وليس يكون شئ الا بها وقرأ أبو عمرو وعاصم وابن كثير " يذكرون " بالياء من تحت.
وقوله سبحانه: (هو أهل التقوى وأهل المغفرة) خبر جزم معناه: أن الله عز وجل