(ومهدت له تمهيدا) قال سفيان: المعنى بسطت له العيش بسطا.
وقوله تعالى: (كلا) ردع وزجر له على أمنيته و (أرهقه) معناه أكلفه بمشقة وعسر وصعود عقبة في نار جهنم روى ذلك أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم كلما وضع عليها شئ من الانسان ذاب ثم يعود والصعود في اللغة: العقبة الشاقة.
وقوله تعالى: مخبرا عن الوليد (إنه فكر وقدر) الآية روى جمهور من المفسرين ان الوليد سمع من القرآن ما أعجبه ومدحه ثم سمع كذلك مرارا حتى كاد ان يقارب الاسلام وقال والله لقد سمعت من محمد كلاما ما هو من كلام الانس ولا هو من كلام الجن ان له لحلاوة وان عليه لطلاوة وان أعلاه لمثمر وان أسفله لمغدق وانه يعلو وما يعلى فقالت قريش صبأ الوليد والله لتصبأن قريش فقال أبو جهل انا أكفيكموه فحاجه أبو جهل وجماعة حتى غضب الوليد وقال: تزعمون أن محمدا مجنون فهل رأيتموه يخنق قط قالوا لا قال تزعمون أنه شاعر فهل رأيتموه ينطق بشعر قط؟
قالوا: لا قال تزعمون أنه كاهن فعل رأيتموه يتكهن قط قالوا لا قال تزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه شيئا من الكذب قط قالوا لا وكانوا يسمونه قبل النبوة الأمين لصدقه فقالت قريش ما عندك فيه فتفكر في نفسه فقال ما أرى فيه شيئا مما ذكرتموه فقالوا: هو ساحر فقال اما هذا فيشبه / وألفاظ الرواة هنا متقاربة المعاني من رواية الزهري وغيره.
وقوله تعالى: (فقتل كيف قدر) قال الثعلبي وغيره (قتل) معناه: لعن انتهى.
(وبسر) اي قطب ما بين عينيه واربد وجهه ثم أدبر عن الهدى بعد أن أقبل إليه وقال: (إن هذا الا سحر يؤثر) أي: يروى أي يرويه محمد عن غيره.
و (سقر) هي الدرك السادس من النار (لا تبقى) على من القي فيها (ولا تذر) غاية من العذاب الا وصلته إليه.