بالبعث انتهى والبنان الأصابع و (نسوي بنانه) معناه نتقنها سوية قاله القتبي وهذا كله عند البعث وقال ابن عباس وجمهور المفسرين: المعنى بل نحن قادرون ان نسوي بنانه اي نجعل أصابع يديه ورجليه شيئا واحدا كخف البعير أو كحافر لحمار لا يمكنه ان يعمل بها شيئا ففي هذا توعد ما والقول الأول اجرى مع رصف الكلام.
(بل يريد الانسان ليفجر امامه) معناه ان الانسان انما يريد شهواته ومعاصيه ليمضي فيها ابدا راكبا رأسه ومطيعا أمله ومسوفا توبته قال البخاري: (ليفجر امامه) يقول: سوف أتوب سوف اعمل انتهى.
قال الفخر: قوله: (ليفجر امامه) فيه قولان:
الأول: ليدوم على فجوره فيما يستقبله من الزمان لا ينزع عنه فعن ابن جبير:
يقدم الذنب ويؤخر التوبة يقول: سوف أتوب سوف أتوب حتى يأتيه الموت على شر أحواله وأسوأ أعماله.
القول الثاني: (يفجر امامه) اي: يكذب بما امامه من البعث والحساب لان من كذب حقا كان مفاجرا والدليل على هذا القول قوله تعالى: (يسأل أيان يوم القيامة) اي متى يكون ذلك تكذيبا له انتهى.
وسؤال الكفار: (أيان) هو على معنى التكذيب والهزء و (أيان) بمعنى: متى وقرأ نافع وعاصم بخلاف: " برق البصر " بفتح الراء بمعنى لمع وصار له بريق وحار عند الموت وقرأ أبو عمرو وغيره بكسرها بمعنى: شخص والمعنى متقارب قال