(صدورهم) يعود على اليهود والمنافقين والضمير في قوله: (لا يقاتلونكم جميعا) لبني النضير وجميع اليهود هذا قول جماعة المفسرين ومعنى الآية لا يبرزون لحربكم وإنما يقاتلون متحصنين بالقرى والجدران للرعب والرهب الكائن في قلوبهم.
وقوله تعالى: (بأسهم بينهم شديد) أي في غائلتهم وإحنهم (تحسبهم جميعا) أي مجتمعين (وقلوبهم شتى) أي: متفرقة قال (ع) وهذه حال الجماعة المتخاذلة وهي المغلوبة أبدا في كل ما تحاول واللفظة مأخوذة من الشتات وهو التفرق ونحوه.
وقوله تعالى: (كمثل الذين من قبلهم) قال ابن عباس: هم بنو قينقاع لأن النبي صلى الله عليه وسلم أجلاهم عن المدينة قبل بني النضير والوبال: الشدة والمكروه وعاقبة السوء والعذاب الأليم هو في الآخرة.
وقوله سبحانه: (كمثل الشيطان) معناه: أن هاتين الفرقتين من المنافقين وبني النضير كمثل الشيطان مع الانسان فالمنافقون مثلهم الشيطان وبنو النضير مثلهم الانسان وذهب مجاهد وجمهور من المتأولين إلى أن الشيطان والإنسان في هذه الآية اسما جنس فكما أن الشيطان يغوي الانسان ثم يفر عنه بعد أن يورطه كذلك أغوى المنافقون بني النضير وحرضوهم على الثبوت ووعدوهم النصر فلما نشب بنو النضير وكشفوا عن وجوههم تركهم المنافقون في أسوأ حال وذهب قوم من رواة القصص إلى أن هذا في شيطان مخصوص مع عابد مخصوص اسمه " برصيصا " استودع امرأة جميلة وقيل سيقت إليه ليشفيها بدعائه من الجنون فسول له الشيطان الوقوع عليها فحملت منه فخشي الفضيحة فسول له فقتلها ودفنها ففعل ثم شهره فلما استخرجت المرأة