وقوله سبحانه: (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل...) الآية موعظة للإنسان وذم لأخلاقه وإعراضه وغفلته عن تدبر كلام خالقه وإذا كان الجبل على عظمه وقوته لو أنزل عليه القرآن وفهم منه ما فهمه الانسان لخشع واستكان وتصدع خشية لله تعالى فالإنسان على حقارته وضعفه أولى بذلك وضرب الله سبحانه هذا المثل ليتفكر فيه العاقل ويخشع ويلين قلبه.
وقوله سبحانه: (هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم) الآية لما قال تعالى (من خشية الله) جاء بالأوصاف العلية التي توجب لمخلوقاته هذه الخشية وقرأ الجمهور: " القدوس " - بضم القاف - من تقدس إذا تطهر وتنزه.
وقوله: (السلام) أي: ذو السلام لأن الإيمان به وتوحيده وأفعاله هي لمن آمن سلام كلهم و (المؤمن): اسم فاعل من آمن بمعنى آمن من الأمن وقيل: معناه:
المصدق عباده المؤمنين و (المهيمن) معناه الحفيظ والأمين قاله ابن عباس و (الجبار) هو الذي لا يدانيه شئ ولا تلحق رتبته قال الفخر وفي اسمه تعالى:
(الجبار) وجوه.
أحدها: أنه فعال من جبر إذا أغنى الفقير وجبر الكسير.
والثاني: أن يكون الجبار من جبره إذا أكرهه قال الأزهري وهي لغة تميم وكثير من الحجازيين يقولونها بغير ألف في الإكراه وكان الشافعي رحمه الله يقول جبره السلطان على كذا بغير ألف وجعل الفراء (الجبار) بهذا المعنى من أجبر بالأقل وهي