(ت) أي: في أن محمدا تقوله قاله الثعلبي.
وقوله سبحانه: (أم خلقوا من غير شئ) قال الثعلبي قال ابن عباس من غير أب ولا أم فهم كالجماد لا يعقلون ولا تقوم لله عليهم حجة أليسوا خلقوا من نطفة وعلقة وقال ابن كيسان أم خلقوا عبثا وتركوا سدى من غير شئ أي لغير شئ لا يؤمرون ولا ينهون (أم هم الخالقون) لأنفسهم فلا يأتمرون ذلك لأمر الله انتهى وعبر (ع) عن هذا بان قال: وقال آخرون معناه أم خلقوا لغير علة ولا لغاية عقاب وثواب فهم لذلك لا يسمعون ولا يتشرعون.
(ت) وقد يحتمل أن يكون المعنى: أم خلقوا من غير شئ خلقهم أي من غير موجد أوجدهم ويدل عليه مقابلته بقوله (أم هم الخالقون) وهكذا قال الغزالي في " الاحياء " قال: وقوله عز وجل: (أم خلقوا من غير شئ) أي من غير خالق انتهى بلفظه من كتاب آداب التلاوة قال الغزالي ولا يتوهم ان الآية تدل انه لا يخلق شئ الا من شئ انتهى وقال الفخر قوله تعالى: (من غير شئ) فيه وجوه المنقول منها: أم خلقوا من غير خالق [وقيل أم خلقوا لا لغير شئ عبثا] وقيل: أم خلقوا من غير أب وأم انتهى وأحسنها الأول كما قال الغزالي والله أعلم بما أراد سبحانه وفي الصحيح عن جبير بن مطعم قال " سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور فلما بلغ هذه الآية: (أم خلقوا من غير شئ أم هم الخالقون) إلى قوله (المصيطرون) كاد قلبي ان يطير " وفي رواية وذلك أول ما وقر الايمان في قلبي " انتهى وأسند أبو بكر بن الخطيب في تاريخه عن جبير بن مطعم قال " اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء أهل بدر فسمعته يقرأ في المغرب بالطور فكأنما تصدع قلبي حين سمعت القرآن " انتهى.