كثيرة والمراد بذلك عقد القلب وحكمه على غيره بالسوء فاما الخواطر وحديث النفس إذا لم يستقر ويستمر عليه صاحبه فمعفو عنه باتفاق العلماء لأنه لا اختيار له في وقوعه ولا طريق له إلى الانفكاك عنه انتهى.
قال أبو عمر في " التمهيد " وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " حرم الله من المؤمن دمه وماله وعرضه وان لا يظن به الا الخير " انتهى ونقفي موضع آخر بسنده ان عمر بن عبد العزيز كان إذا ذكر عنده رجل بفضل أو صلاح قال كيف هو إذا ذكر عنده إخوانه؟ فان قالوا انه يتنقصهم وينال منهم قال عمر ليس هو كما تقولون وان قالوا:
انه يذكر منهم جميلا وخيرا ويحسن الثناء عليهم قال هو كما تقولون إن شاء الله انتهى من " التمهيد " وروى أبو داود في " سننه " عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " حسن الظن من حسن العبادة " انتهى وقوله تعالى: (ولا تجسسوا) أي لا تبحثوا عن مخبئات أمور الناس وادفعوا بالتي هي أحسن واجتزئوا بالظواهر الحسنة وقرأ الحسن وغيره " ولا تحسسوا " بالحاء المهملة قال بعض الناس: والتجسس بالجيم في الشر وبالحاء في الخير قال (ع) وهكذا ورد القرآن ولكن قد يتداخلان في الاستعمال.