(ت) وقد وردت أحاديث صحيحة في هذا الباب لولا الإطالة لجلبناها.
(ولا يغتب) معناه: لا يذكر أحدكم من أخيه شيئا هو فيه ويكره سماعه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " إذا ذكرت ما في أخيك فقد اغتبته وإذا ذكرت ما ليس فيه فقد بهته " وفي حديث آخر " الغيبة ان تذكر المؤمن بما يكره قيل وان كان حقا قال إذا قلت باطلا فذلك هو البهتان " وحكى الزهراوي عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " الغيبة أشد من الزنا قيل وكيف قال لان الزاني يتوب فيتوب الله عليه والذي يغتاب لا يتاب عليه حتى يستحل " قال (ع) وقد يموت من اغتيب أو يأبى وروى أبو داود في " سننه " عن انس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت من هؤلاء يا جبريل قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في اعراضهم " انتهى.
والغيبة مشتقة من " غاب يغيب " وهي القول في الغائب واستعملت في المكروه ولم يبح في هذا المعنى الا ما تدعو الضرورة إليه من تجريح الشهود وفي التعريف بمن استنصح في الخطاب ونحوهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم " اما معاوية فصعلوك لا مال له " وما يقال في الفسقة أيضا وفي ولاة الجور ويقصد به التحذير منهم ومنه قوله - عليه السلام - " أعن الفاجر ترعون اذكروا الفاجر بما فيه متى يعرفه الناس إذا لم يذكروه ".