وقوله تعالى: (أم اتخذوا من دونه أولياء فالله هو الولي...) الآية قوله (أم اتخذوا) كلام مقطوع مما قبله وليست بمعادلة ولكن الكلام كأنه اضرب عن حجة لهم أو مقالة مقررة فقال (بل اتخذوا) هذا مشهور قول النحويين في مثل هذا وذهب بعضهم إلى أن " أم " هذه هي بمنزلة ألف الاستفهام دون تقرير إضراب ثم أثبت الحكم بأنه عز وجل هو الولي الذي تنفع ولايته.
وقوله تعالى: (وما اختلفتم فيه من شئ فحكمه إلى الله...) الآية المعنى: قل لهم يا محمد وما اختلفتم فيه أيها الناس من تكذيب وتصديق وايمان وكفر وغير ذلك فالحكم فيه والمجازاة عنه ليست إلي ولا بيدي وانما ذلك إلى الله تعالى الذي صفاته ما ذكر من احياء الموتى والقدرة على كل شئ.
وقوله تعالى: (جعل لكم من أنفسكم أزواجا) يريد: زوج الانسان الأنثى وبهذه النعمة اتفق الذرء وليست الأزواج ههنا الأنواع.
وقوله: (ومن الأنعام أزواجا) الظاهر أيضا فيه والمتسق أنه يريد إناث الذكران ويحتمل أن يريد الأنواع والأول أظهر.
وقوله (يذرؤكم) أي: يخلقكم نسلا بعد نسل وقرنا بعد قرن قاله مجاهد والناس فلفظة " ذرأ " تزيد على لفظة " خلق " معنى آخر ليس في " خلق " وهو توالي طبقات على مر الزمان.
وقوله: (فيه) الضمير عائد على الجعل يتضمنه قوله: (جعل لكم) وهذا كما تقول كلمت زيدا كلاما أكرمته فيه وقال القتبي الضمير للتزويج ولفظة " في " مشتركة على معان وان كان أصلها الوعاء واليه يردها النظر في كل وجه.
وقوله تعالى: (ليس كمثله شئ) الكاف مؤكدة للتشبيه فنفي التشبيه أوكد ما يكون وذلك أنك تقول زيد كعمرو وزيد مثل عمرو فإذا أرادت المبالغة التامة قلت زيد كمثل عمرو وجرت الآية في هذا الموضع على عرف كلام العرب وعلى هذا المعنى