كثير والعرب تستعمل الطول والعرض كليهما في الكثرة من الكلام انتهى.
ثم أمر تعالى نبيه أن يوقف قريشا على هذا الاحتجاج وموضع تغريرهم من بأنفسهم فقال: (قل أرأيتم إن كان من عند الله) وخالفتموه ألستم على هلكة فمن أضل ممن يبقي على مثل هذا الغرر مع الله وهذا هو الشقاق ثم وعد تعالى نبيه عليه السلام بأنه سيرى الكفار آياته واختلف في معنى قوله سبحانه (في الآفاق وفي أنفسهم) فقال المنهال والسدي وجماعة هو وعد بما يفتحه الله على رسوله من الأقطار حول مكة وفي غير ذلك من الأرض كخيبر ونحوها (وفي أنفسهم) أراد به فتح مكة قال (ع) وهذا تأويل حسن يتضمن الاعلام بغيب ظهر بعد ذلك وقال قتادة والضحاك (سنريهم آياتنا في الآفاق) هو ما أصاب الأمم المكذبة في أقطار الأرض قديما (وفي أنفسهم) يوم بدر والتأويل الأول أرجح والله أعلم والضمير في قوله تعالى: (أنه الحق) عائد على الشرع والقرآن فباظهار الله نبيه وفتح البلاد عليه يتبين لهم أنه الحق.
وقوله: (بربك) قال أبو حيان الباء زائدة وهو فاعل (يكف) أي أو لم يكفهم ربك انتهى وباقي الآية بين.