إظهارا لمذمة الكفار به وذلك لأن قوله (وانه لكتاب) داخل في صفة الذكر المكذب به فلم يتم ذكر المخبر عنه الا بعد استيفاء وصفه ووصف الله تعالى الكتاب بالعزة لأنه بصحة معانيه ممتنع الطعن فيه والازراء عليه وهو محفوظ من الله تعالى قال ابن عباس معناه كريم على الله تعالى.
وقوله تعالى: (لا يأتيه / الباطل) قال قتادة والسدي يريد الشيطان وظاهر اللفظ يعم الشيطان وأن يجئ أمر يبطل منه شيئا.
وقوله: (من بين يديه) معناه: ليس فيما تقدم من الكتب ما يبطل شيئا منه.
وقوله (ولا من خلفه) أي: ليس يأتي بعده من نظر ناظر وفكرة عاقل ما يبطل شيئا منه والمراد باللفظة على الجملة لا يأتيه الباطل من جهة من الجهات.
وقوله: (تنزيل) خبر مبتدأ أي هو تنزيل.
وقوله تعالى: (ما يقال لك الا ما قد قيل للرسل من قبلك) يحتمل معنيين:
أحدهما: أن يكون تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم عن مقالات قومه وما يلقاه من المكروه منهم.
والثاني: أن يكون المعنى ما يقال لك من الوحي وتخاطب به من جهة الله تعالى الا ما قد قيل للرسل من قبلك.
وقوله تعالى: (ولو جعلناه قرآنا أعجميا...) الآية الأعجمي هو الذي لا يفصح عربيا كان أو غير عربي والعجمي الذي ليس من العرب فصيحا كان أو غير فصيح والمعنى: ولو جعلنا هذا القرآن أعجميا لا يبين لقالوا واعترضوا لولا بينت