وحده " ميسرة " بضم السين، والجمهور بفتحها. وحكى النحاس عن مجاهد وعطاء " فناظره - على الامر - إلى ميسر هي " بضم السين وكسر الراء وإثبات الياء في الادراج. وقرئ " فناظرة " قال أبو حاتم لا يجوز فناظرة، إنما ذلك في " النمل (1) " لأنها امرأة تكلمت بهذا لنفسها، من نظرت تنظر فهي ناظرة، وما في " البقرة " فمن التأخير، من قولك: أنظرتك بالدين، أي أخرتك به. ومنه قوله: " أنظرني إلى يوم يبعثون (2) ". وأجاز ذلك أبو إسحاق الزجاج وقال: هي من أسماء المصادر، كقوله تعالى: " ليس لوقعتها كاذبة (3) ". وكقوله تعالى: " تظن أن يفعل بها فاقرة (4) " وك " خائنة الأعين (5) " وغيره.
الثامنة - قوله تعالى: (وأن تصدقوا (6)) ابتداء، وخبره (خير). ندب الله تعالى بهذه الألفاظ إلى الصدقة على المعسر وجعل ذلك خيرا من إنظاره، قاله السدى وابن زيد والضحاك. وقال الطبري: وقال آخرون: معنى الآية وأن تصدقوا على الغنى والفقير خير لكم.
والصحيح الأول، وليس في الآية مدخل للغنى.
التاسعة - روى أبو جعفر الطحاوي عن بريدة بن الخصيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أنظر معسرا كان له بكل يوم صدقة " ثم قلت: بكل يوم مثله صدقة، قال فقال: " بكل يوم صدقة ما لم يحل الدين فإذا أنظره بعد الحل فله بكل يوم مثله صدقة ".
وروى مسلم عن أبي مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوجد له من الخير شئ إلا أنه كان يخالط الناس وكان موسرا فكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر قال قال الله عز وجل نحن أحق بذلك منه تجاوزوا عنه ".
وروى عن أبي قتادة أنه طلب غريما له فتوارى عنه ثم وجده فقال: إني معسر. فقال: الله؟
قال: الله (7). قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه "، وفى حديث أبي اليسر الطويل (8) - واسمه