بغدير خم ولم يجحد نفس الخبر، وخلافه أيضا لا يعتد به لأنه سبقه الإجماع وتأخر عنه.
وأيضا إذا ثبت أن مقتضاه الإمامة على ما ثبت ثبتت صحته، لأن الأمة بين قائلين: قائل يقول مقتضاه الإمامة فهو يقطع على صحته، وقائل يقول ليس مقتضاه الإمامة فيقول هو خبر واحد.
وأما الذي يدل على أن " مولى " يفيد الأولى قول أهل اللغة: قال أبو عبيدة معمر بن المثنى في قوله تعالى " النار مولاهم " 1) قال: معناه أولى بهم، واستشهد ببيت لبيد:
قعدت كلى الفرجين يحسب أنه * مولى المخافة خلفها وإمامها وقول أبي عبيدة حجة في اللغة، وقال الأخطل يمدح عبد الملك بن مروان:
فأصبحت مولاهم من الناس كلهم * وأحرى قريش أن تهاب وتحمدا أي أولى الناس بها.
وروي عن النبي " ص " أنه قال " أيما امرأة نكحت بغير إذن مولاها فنكاحها باطل " 2) وفي خبر آخر " بغير إذن وليها "، وأراد بذلك من هو أولى بالعقد عليها. وقد حكينا عن المبرد أنه قال: مولى وولي وأولى وأحق بمعنى واحد فمن عرف عادة أهل اللغة عرف صحة ما قلناه.
وإذا ثبت ذلك فالذي يدل على أن المراد به في الخبر الأولى ما قلناه من أن النبي عليه السلام قدم جملة ثم عطف عليها بأخرى محتملة لها ولغيرها فوجب حملها على مقدمتها وإلا أدى إلى أن يكون عليه السلام ملغوا في كلامه واضعا له في غير موضعه، وذلك لا يليق به عليه السلام.