أحدها: أنه القمر، روت عائشة قالت: نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القمر، فقال: استعيذي بالله من شره فإنه الغاسق إذا وقب، رواه الترمذي، والنسائي في كتابيهما. قال ابن قتيبة ويقال:
الغاسق: القمر إذا كسف فاسود. ومعنى " وقب " دخل في الكسوف.
والثاني: أنه النجم، رواه أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والثالث: أنه الليل، قاله ابن عباس، والحسن، ومجاهد، والقرظي، والفراء، وأبو عبيد، وابن قتيبة، والزجاج. قال اللغويون: ومعنى " وقب " دخل في كل شئ فأظلم. و " الغسق " الظلمة.
وقال الزجاج: الغاسق: البارد، وقيل لليل: غاسق، لأنه أبرد من النهار.
والرابع: أنه الثريا إذا سقطت، وكانت الأسقام، والطواعين تكثر عند وقوعها، وترتفع عند طلوعها، قاله ابن زيد.
فأما (النفاثات) فقال ابن قتيبة: هن السواحر ينفثن، أي: يتفلن إذا سحرن، ورقين. قال الزجاج: يتفلن بلا ريق، كأنه نفح. وقال ابن الأنباري: قال اللغويون: تفسير نفث: نفخ نفخا ليس معه ريق، ومعنى: نفخ نفخا معه ريق. وقال ذو الرمة:
ومن جوف ماء عرمض الحفل فوقه * متى تحس منه ماتح القوم يتفل وقد روى ابن أبي سريج " النافثات " بألف قبل الفاء مع كسر الفاء وتخفيفها. وقال بعض المفسرين: المراد بالنفاثات هاهنا: بنات لبيد بن أعصم اليهودي [سحرن] رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(ومن شر حاسد) يعني: اليهود حسدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد ذكرنا حد الحسد في البقرة.
والحسد: أخس الطبائع. وأول معصية عصي الله بها في السماء حسد إبليس لآدم، وفي الأرض حسد قابيل لهابيل.