الأنفس. وإسرافيل، وهو ينزل بالأمر عليهم. وقيل: بل جبريل للوحي، وإسرافيل للصور. وقال ابن قتيبة: فالمدبرات أمرا: تنزل بالحلال والحرام. فإن قيل: أين جواب هذه الأقسام ففيه جوابان:
أحدهما: أن الجواب قوله [عز وجل]: (إن في ذلك لعبرة لمن يخشى)، قاله مقاتل.
والثاني: أن الجواب مضمر، تقديره: لتبعثن، ولتحاسبن، ويدل على هذا قوله [عز وجل] (أئذا كنا عظاما نخرة) قاله الفراء.
قوله [عز وجل]: (يوم ترجف الراجفة)، وهي النفخة الأولى التي تموت منها جميع الخلائق. و " الراجفة " صيحة عظيمة فيها تردد واضطراب كالرعد إذا تمحض. و " ترجف " بمعنى:
تتحرك حركة شديدة (تتبعها الرادفة) وهي: النفخة الثانية ردفت الأولى، أي: جاءت بعدها وكل شئ جاء بعد شئ فهو يردفه (قلوب يومئذ واجفة) أي: شديدة الاضطراب لما عاينت من أهوال يوم القيامة أيضا (أبصارها خاشعة) أي: ذليلة لمعاينة النار. قال عطاء: وهذه أبصار من لم يمت على الإسلام. ويدل على هذا أنه ذكر منكري البعث، فقال [عز وجل]: (يقولون أئنا لمردودون في الحافرة) قرأ ابن عامر وأهل الكوفة " أئنا " بهمزتين مخففتين على الاستفهام، وقرأ الباقون بتخفيف الأولى وتليين الثانية، وفصل بينهما بألف نافع وأبو عمرو. (في الحافرة) وفي معنى الكلام ثلاثة أقوال:
أحدها: أن الحافرة: الحياة بعد الموت. والمعنى: أنرجع أحياء بعد موتنا؟! وهذا قول ابن عباس، وعطية، والسدي. قال الفراء: يعنون: أنرد إلى أمرنا الأول إلى الحياة؟! والعرب تقول:
أتيت فلانا، ثم رجعت على حافرتي، أي: رجعت من حيث جئت. قال أبو عبيدة: يقال: رجع فلان في حافرته، وعلى حافرته: إذا رجع من حيث جاء، وهذا قول الزجاج.
والثاني: أنها الأرض التي تحفر فيها قبورهم، فسميت حافرة، والمعنى: محفورة، كما يقال:
(ماء دافق) و (عيشة راضية) وهذا قول مجاهد والخليل. فيكون المعنى: أئنا لمردودون إلى