جعل الله لرجل من قلبين في جوفه قال: إن رجلا من بني فهر، قال: إن في جوفي قلبين، أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد وكذب.
21579 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه قال قتادة: كان رجل على عهد رسول الله (ص) يسمى ذا القلبين، فأنزل الله فيه ما تسمعون.
21580 - قال قتادة: وكان الحسن يقول: كان رجل يقول لي: نفس تأمرني، ونفس تنهاني، فأنزل الله فيه ما تسمعون.
21581 - حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن سفيان، عن خصيف، عن عكرمة، قال: كان رجل يسمى ذا القلبين، فنزلت ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه.
وقال آخرون: بل عنى بذلك زيد بن حارثة من أجل أن رسول الله (ص) كان تبناه، فضرب الله بذلك مثلا. ذكر من قال ذلك:
21582 - حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، في قوله: ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه قال: بلغنا أن ذلك كان في زيد بن حارثة، ضرب له مثلا يقول: ليس ابن رجل آخر ابنك.
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: ذلك تكذيب من الله تعالى قول من قال لرجل في جوفه قلبان يعقل بهما، على النحو الذي روي عن ابن عباس وجائز أن يكون ذلك تكذيبا من الله لمن وصف رسول الله (ص) بذلك، وأن يكون تكذيبا لمن سمى القرشي الذي ذكر أنه سمي ذا القلبين من دهيه، وأي الامرين كان فهو نفي من الله عن خلقه من الرجال أن يكونوا بتلك الصفة.
وقوله: وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم يقول تعالى ذكره: ولم يجعل الله أيها الرجال نساءكم اللائي تقولون لهن: أنتن علينا كظهور أمهاتنا أمهاتكم، بل جعل ذلك من قيلكم كذبا، وألزمكم عقوبة لكم كفارة. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
21583 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم: أي ما جعلها أمك فإذا ظاهر الرجل من امرأته، فإن الله لم يجعلها أمه، ولكن جعل فيها الكفارة.