مرتبطا بمن يمتازون عنهم من الناس وهم جميع الأمم لا أهل زمان عيسى (ع) خاصة من أمم الأرض.
ومن هناك يظهر أيضا ان قوله " فإني اعذبه عذابا لا اعذبه أحدا من العالمين " وإن كان وعيدا شديدا بعذاب بئيس لكن الكلام غير ناظر إلى كون العذاب فوق جميع العذابات والعقوبات في الشدة والألم، وإنما هو مسوق لبيان انفراد العذاب في بابه، واختصاصهم من بين الأمم به.
(بحث روائي) في المجمع في قوله تعالى: " هل يستطيع ربك " عن أبي عبد الله (ع) قال: معنى الآية هل تستطيع أن تدعو ربك.
أقول: وروى هذا المعنى من طريق الجمهور عن بعض الصحابة والتابعين كعائشة وسعيد بن جبير، وهو راجع إلى ما استظهرناه من معنى الآية فيما تقدم فإن السؤال عن استطاعة عيسى (ع) إنما يصح بالنسبة إلى استطاعته بحسب الحكمة والمصلحة دون استطاعته بحسب أصل القدرة.
وفي تفسير العياشي عن عيسى العلوي عن أبيه عن أبي جعفر (ع) قال: المائدة التي نزلت بني إسرائيل مدلاة بسلاسل من ذهب عليها تسعة أحوتة وتسعة أرغفة.
أقول: وفي لفظ آخر تسعة أنوان وتسعة أرغفة " والأنوان " جمع نون وهو الحوت.
وفي المجمع عن عمار بن ياسر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: نزلت المائدة خبزا، ولحما، وذلك لانهم سألوا عيسى طعاما لا ينفد يأكلون منها، قال: فقيل لهم: فإنها مقيمة لكم ما لم تخونوا وتخبأوا وترفعوا فإن فعلتم ذلك عذبتم، قال: فما مضى يومهم حتى خبأوا ورفعوا وخانوا.
أقول: ورواه في الدر المنثور عن الترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن الأنباري وأبى الشيخ وابن مردويه عن عمار بن ياسر عنه صلى الله عليه وآله وسلم وفي آخره فمسخوا قردة وخنازير.
قال في الدر المنثور: وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من وجه آخر