وفيه: أخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال: ذكرت هذه الآية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قول الله عز وجل: " يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: لم يجئ تأويلها، لا يجئ تأويلها حتى يهبط عيسى بن مريم عليه السلام. أقول: والكلام في الرواية نظير الكلام فيما تقدم.
وفيه: أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن حذيفة: في قوله: " عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " قال: إذا أمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر.
أقول: وهو معنى معتدل مآله إلى ما ذكرناه، وروى مثله عن سعيد بن المسيب.
(بحث علمي) ملفق من إشارات تاريخية وأبحاث أخر نفسية وغير ذلك في فصول:
1 - لم يزل الانسان فيما نعلم - حتى الانسان الأولى - يقول في بعض قوله: " أنا " و " نفسي " يحكى به عن حقيقة من الحقائق الكونية وهو لا محالة يدرى ما يقول ويعلم ما يريد غير أن انصراف همه إلى تعبئة أركان الحياة البدنية واشتغاله بالاعمال الجسمية لرفع الحوائج المادية يصرفه عن التعمق في أمر هذه النفس المحكى عنها بقوله: " أنا " و " نفسي " وربما ألقى ذلك في وهمه أن ذلك هو البدن لا غير.
وربما وجد الانسان أن الفارق بين الحي والميت بحسب ظهور الحس هو النفس الذي يتنفس به الانسان ما دام حيا فإذا فقده أو سد عليه مجاريه عاد ميتا لا يشعر بشئ وبطل وجوده وانعدمت شخصيته وانيته فأذعن أن النفس هو النفس (محركة) وهو الريح أو نوع خاص من الريح فسماه لذلك روحا، وقضى أن الانسان هو المجموع من الروح والبدن.
أو رأى أن الحس والحركة البدنيين كأنهما رهينا ما يحتبس في البدن من الدم الساري في أعضائه أو الجاري في عروقه من شرايين وأوردة وان الحياة التي ترتحل الانسانية بارتحالها متعلقة بهذا المائع الأحمر وجودا وعدما فحكم بأن النفس هو الدم