تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٥٨٥
علم عبري كداود. وجعله فعلوتا من الطول، يدفعه منع صرفه.
نقل أن نبيهم عليه السلام لما دعى الله أن يملكهم أتى بعصا يقاس بها من يملك عليهم فلم يساوها إلا طالوت قالوا أنى يكون له الملك علينا: وكانت النبوة في ولد لاوي بن يعقوب، والملك في ولد يوسف، وكان طالوت من ولد بنيامين أخي يوسف لامه لم يكن من بيت النبوة ولا من بيت المملكة.
ونحن أحق بالملك منه: وراثة.
ولم يؤت سعة من المال: لان طالوت كان فقيرا، فنحن أحق بالملك منه قال: النبي عليه السلام:
إن الله اصطفيه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتى ملكه من يشاء والله وسع عليم: رد لاستبعادهم من وجوه أربعة:
الأول: أن المعتبر إصطفاء الله وقد اصطفاه عليكم.
الثاني: أن الشرط فيه وفور العلم ليتمكن من السياسة، وجسامة البدن ليكون له خطر في القلوب وقوة على مقاومة العدو، وقد زاده الله فيهما.
الثالث: أن الله مالك الملك يؤتي ملكه من يشاء.
الرابع: أنه واسع الفضل، فيغني الفقير، عليم بمن يليق بالملك.
وفي كتاب الإحتجاج للطبرسي: من كلام لأمير المؤمنين عليه السلام: اسمعوا ما أتلو عليكم من كتاب الله المنزل على نبيه المرسل، لتتعظوا، فإنه والله أبلغ عظة لكم، فانتفعوا بمواعظ الله، وانزجروا عن معاصي الله، فقد وعظكم الله بغيركم، فقال لنبيه عليه السلام: " ألم تر إلى الملا " إلى قوله " والله سميع عليم " أيها الناس إن لكم في هذه الآيات عبرة، لتعلموا أن الله جعل الخلافة والامرة من بعد الأنبياء في أعقابهم، وأنه فضل طالوت وقدمه على الجماعة باصطفائه إياه، وزاده بسطة في العلم والجسم، فهل تجدون الله اصطفى بني أمية على بني هاشم وزاد
(٥٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 580 581 582 583 584 585 586 587 588 589 590 ... » »»
الفهرست