فأعطاه ثلثها الثاني، فما لبث ان جاء أسير فقال الأسير يرحمكم الله أطعمونا مما رزقكم الله فقام علي (ع) فأعطاه الثلث الباقي، وما ذاقوها فأنزل الله فيهم هذه الآية إلى قوله (وكان سعيكم مشكورا) في أمير المؤمنين (ع) وهي جارية في كل مؤمن فعل مثل ذلك لله عز وجل، والقمطرير الشديد قوله (متكئين فيها على الأرائك) يقول متكئين في الحجال على السرر قوله (ودانية عليهم ظلالها) يقول قريب ظلالها منهم قوله (وذللت قطوفها تذليلا) دليت عليهم ثمارها ينالها القائم والقاعد قوله (أكواب كانت قوارير قوارير من فضة) الأكواب الاكواز العظام التي لا إذان لها ولا عرى، قوارير من فضة الجنة يشربون فيها (قدروها تقديرا) يقول: صنعت لهم على قدر رتبتهم لا تحجير فيه ولا فصل قوله (من سندس وإستبرق) الإستبرق الديباج.
وقال علي بن إبراهيم في قوله: (ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قوارير) قال: ينفذ البصر فيها كما ينفذ في الزجاج قوله (ولدان مخلدون) قال: مستوون قوله (وملكا كبيرا) قال: لا يزال ولا يفنى (عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق) قال: يعلوهم الثياب ويلبسونها ثم خاطب الله نبيه صلى الله عليه وآله فقال: (إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا - إلى قوله - بكرة وأصيلا) قال:
بالغدوة ونصف النهار (ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا) قال صلاة الليل قوله (نحن خلقناهم وشددنا أسرهم) يعني خلقهم قال الشاعر:
وضامرة شد المليك أسرها * يكاد ماذنها أسفلها وظهرها وبطنها (1)